مع ارتفاع درجات الحرارة بمعسكر 

أحواض السّقي تعــود إلى الواجهــة

معسكر: أم الخير - س

 عادت إلى الواجهة عبر تراب ولاية معسكر، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الموسمية، بعض السلوكات السلبية التي قد تشكّل خطرا على صحة وسلامة فئة الأطفال، الذين يقضون ساعات طويلة من فترة الظهيرة في السباحة بأحواض السقي الفلاحي.

  لم تمنع حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها مختلف الهيئات من مخاطر السباحة في المسطحات المائية، الأطفال القصر من ممارسة مغامراتهم الصيفية الخطيرة، في غياب لافت لرقابة الأولياء بالدرجة الأولى، وحتى الجهات المسؤولة التي تراقب بصمت مزمن السلوكات الطائشة للأطفال الذين يلجؤون إلى احواض السقي الفلاحي ونافورات الماء بالساحات العمومية ومحاور دوران الطرق للسباحة في مياهها غير المعالجة.
في بلدية معسكر مثلا، وعلى قارعة الطريق الوطني رقم 14، توفر مستثمرة فلاحية خاصة خدمات السباحة في حوض للسقي الفلاحي للأطفال وقصر دون سن 16، في شكل حوض غير مؤمن بعمق مترين مملوء بمياه سقي ملوثة، حيث يجد فيه الأطفال ضالتهم هروبا من الحرارة اللافحة، رغم وجود هذا الحوض المائي مكشوفا وأمام أنظار مستعملي الطريق والمسؤولين المحلين، إلا أن مصالح بلدية معسكر لم تتدخل لإعذار صاحب المستثمرة الفلاحية ومطالبته بتسييج محيط الحوضو الذي يعتبر مصدرا للخطر ويهدد حياة الأطفال.
أما بوسط مدينة المحمدية، فقد تحولت سواقي حقول البرتقال التي تعبر عبر عدة أحياء سكنية، إلى قبلة للشباب والأطفال القصر، الذين يجدون في مياهها الباردة منفذا للهروب من لفحات الشمس الحارقة، في ظل غياب مرافق للترفيه باستثناء الملاعب الجوارية لكرة القدم التي تعج في الفترات المسائية بالفرق الرياضية وجمهورها الواسع في هذه المنطقة القريبة من ساحل مدينة مستغانم، لكن بسبب ضعف إمكانياتهم المادية، وغياب وسائل النقل والمواصلات العامة إلى الشواطئ والمناطق القريبة منها يعسّر تنقلاتهم بحثا عن الاستجمام بشواطئ البحر.
أمام هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أطفال الولاية، تترصّد بهذه الشريحة من الأطفال والشباب مخاطر جمّة نتيجة السباحة في مياه النافورات وأحواض السقي الفلاحي، منها خطر الغرق أو عدوى الأمراض المتنقلة عن طريق المياه التي يفضل الأطفال السباحة فيها لقربها من مقار سكناهم، وهي متاحة أمامهم لغياب الرقابة، رغم توفر عدد لا بأس به من مرافق السباحة أو البرامج التنشيطية التي يوفرها قطاع الشباب والرياضة خلال موسم الاصطياف من أجل الحد من ظاهرة السباحة في أحواض السقي الفلاحي، السدود وحتى نافورات المياه بمحاور الدوران للطرقات العامة.
مع الإشارة إلى أن ولاية معسكر تتوفر على عدد معتبر من المرافق الرياضية الخاصة بالسباحة، والمقدرة بـ 6 مسابح، 5 منها شبه أولمبية، غير أن شبح وباء كوفيد-19 الذي خيّم على النشاطات الترفيهية وإجراءات تقييدها، وتحديد الفئة التي تستفيد منها على غرار الرياضيين، ما زال قائما، في انتظار إجراءات جديدة ترخص لفتح هذه المرافق أمام عامة المواطنين مجددا بعد انفراج الوضعية الصحية.
ومع حلول موسم الاصطياف لهذه السنة، تعمل مديرية الشباب والرياضة لمعسكر على تنفيذ مخطط ازرق يشمل خدمات نقل الشباب والعائلات إلى الشواطئ القريبة من إقليم الولاية، حيث ينتظر أن يستفيد نحو 6 آلاف شاب من هذا البرنامج بالتعاون مع الجمعيات الرياضية والشبانية، فضلا عن المخيمات الصيفية التي سيستفيد منها حوالي 4 آلاف طفل متمدرس، وهذا بهدف تنشيط الحركة الشبانية ومساعدة الفئات الاجتماعية الهشة على قضاء عطلة صيف ممتعة بالشواطئ، بدل تعريض أنفسهم لمخاطر السباحة في السدود وأحواض السقي الفلاحي.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024