يشكّل المتحف الوطني العمومي سيرتا بقسنطينة، الذي يعد أحد أكبر المتاحف في إفريقيا، ذاكرة المنطقة الشرقية للبلاد وفضاءً لمجموعات قطع أثرية نادرة، وذلك بالنظر لمجموعته الرائعة من التحف القديمة والقطع الفنية لعصر ما قبل التاريخ وصولا إلى الحقبة الإسلامية ومرورا بالحقب البونية والرومانية والبيزنطية.بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف المصادف لـ 18 ماي من كل سنة، أكد عبد المجيد بن زراري رئيس مصلحة التنشيط والورشات والاتصال بالمتحف لـ «وأج»، أنّ «تنوّع مجموعات هذا المتحف ونطاقها الزمني الواسع، وكذا مجموعاته القديمة النادرة من الحقبة النوميدية والقطع النقدية لمختلف الفترات التاريخية تجعل منه واحدا من أهم المتاحف الأثرية في الجزائر».
وأفاد ذات المسؤول، بأنّ الأثاث الجنائزي الذي يعود إلى الحقبة النوميدية، والذي تمّ اكتشافه في ضريح الصومعة الملكي بالخروب، الذي تم تخصيصه للملك النوميدي ماسينيسا أو ابنه ميسيبسا يعتبر «مجموعة فريدة» يتوفر عليها متحف سيرتا.
وكشف بن زراري في هذا السياق، عن أن هذا الأثاث الجنائزي يتكون على وجه الخصوص من عظام مكلسة في وعاء من الفضة، و9 جرار جنائزية 3 منها سليمة وفارغة، و6 أخرى محطمة وخوذة مصممة للحفاظ بشكل فعال على الجمجمة والرقبة ومصنوعة من الحديد المطروق ومبطنة من الداخل.
وتضم هذه المجموعة سترة وسيف بطول 0،65 م في غمد من خشب الأرز محفوظ بشكل جيد وخنجر أو سيف قصير ورؤوس حربة ورماح مع زخرفة منقوشة وميدالية بقطر 10 سم تمثل نقشا بارزا لـ «بوسيدون» إله البحار عند الإغريق، بالإضافة إلى أرباع ميداليات، مضيفا أن «هذا الأثاث الجنائزي يقدم معلومات حول الرتبة العالية في الجيش للشخصية المدفونة في ضريح الصومعة الملكي بالخروب وانتمائه لعائلة ثرية».
كنز من القطع النّقدية القديمة
كما يحتفظ المتحف الوطني سيرتا بكنز من القطع النقدية الأثرية القديمة التي تعود إلى جميع الحضارات التي تعاقبت على قسنطينة ومنطقة شرق البلاد، وفق ما صرّح به مسؤول الاتصال بهذه المؤسسة المتحفية.
وأوضح في هذا الإطار، أنّ «هذه القطع النقدية الأثرية التي يقدّر عددها بالآلاف، منها التي تمّ العثور عليها خلال عمليات تنقيب من قبل مختصين، وأخرى سلّمها للمتحف مواطنون بعدما عثروا عليها خلال أشغال عديد الورشات، إلى جانب تلك التي حجزتها المصالح الأمنية» .
وتمثّل هذه المجموعة الغنية من القطع النقدية جميع الحقب التاريخية قطع نقدية نوميدية، وأخرى تعود للحقب البونية والرمانية والوندالية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية وفترات أخرى، وفق المتحدث الذي أشار إلى أنّ هذه التشكيلات من القطع النقدية المصنوعة من النحاس والبرونز والرصاص أو الفضة تتضمن نقوشا لعبارات كاملة أو مختصرة وذلك حسب الفترة التاريخية. وأضاف رئيس مصلحة التنشيط، أنّ متحف سيرتا يحتوي بشكل خاص على قطع نقدية نوميدية، تتضمن صورة الملك ماسينيسا، ونقشت عليها عبارة «ملك المملكة النوميدية».
