فندق «الرّستميّين» بغرداية

قيمـة مضافـة لقطــاع السياحــة

 

 

 

 شكّل إعادة فتح فندق ميزاب الفخم أو الرستميين سابقا بمدينة غرداية، الذي يعد واحدا من أقدم الفنادق التي تشتهر بها المنطقة إضافة هامة لقطاع السياحة بالولاية، خاصة وأن المركب استفاد من عملية تأهيل وتجديده بعد غلقه لمدة 27 سنة لدى مسؤولي مؤسسة التسيير السياحي بغرداية.
عرفت هذه التحفة الفندقية التي أعيد فتحها مؤخرا بعد إغلاقها في 1994 أشغال إعادة تهيئة واسعة مع مراعاة طابعها التاريخي والمعماري الذي يمزج بين النمطين المحلي والحديث، كما أوضح مسؤولو هذه المؤسسة.
وقد رصد غلاف مالي تتجاوز قيمته 300 مليون دج لتجسيد مجموع أشغال إعادة تهيئة وتجديد هذا الفندق العريق، الذي شيد مطلع سبعينيات القرن الماضي بهدف جعل من هذه المنشأة الفندقية قطبا سياحيا هاما للترويج لوجهة ميزاب، مثلما صرّح لـ «وأج» المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي بغرداية عبد الرحمان صلوحي.
ودشّن هذا المرفق السياحي المصمم من طرف المهندس المعماري ‘’فردينان بوللان’’ غداة الإستقلال، ويتوفر على 150 غرفة ويضمن منظرا عاما على سهل ميزاب في الفترة ما بين 1970 و1972 على أنقاض ما كان يسمى آنذاك «برج غيرود»، الذي كان يستعمله جيش الإحتلال الفرنسي سجنا ومكانا لتعذيب المجاهدين، حسب شهادات حية جمعتها «وأج» لدى مجاهدي المنطقة.
وأصبح يستقطب هذا الفندق الذي دشن في 19 ماي 1972 المشيد بأعالي سهل وادي ميزاب والمصنف تراثا عالميا منذ 1982 عديد السياح الأجانب وشخصيات سياسية وثقافية ومعمارية عالمية.
وخضعت هذه المنشأة الفندقية لإجراء الغلق في1994  من أجل إنجاز أشغال ترميم الأضرار بسبب أعمال تخريب قام بها شباب المنطقة الذين حولوا الساحة المجاورة لها إلى بؤرة سلوكات منحرفة.
وقد خصّصت السلطات العمومية في المرحلة الأولى أكثر من 575 مليون دج لإعادة تهيئة و تجديد هذا الفندق القديم المشهور بسهل ميزاب (صنف ثلاث نجوم).
واستكملت في نوفمبر 2007 أشغال إعادة تأهيل وتجديد هذه التحفة المعمارية التي تتوفر على300 سرير، وستة أجنحة كبرى وقاعة شرفية وأربعة أجنحة صغرى، إلى جانب مطعم يوفر أكثر من 200 وجبة وقاعتين للإستراحة وملهي ومسبح ومحلات تجارية ولكن دون استغلال تلك المرافق بسبب غياب المستأجرين.
 رؤية للتّنمية مستدامة
أدّى غلق هذا الهيكل الفندقي إلى تعرضه لحالة من التدهور التي تطلبت عملية أخرى لإعادة تأهيله، وذلك برصد غلاف مالي يفوق 300 مليون دج، مثلما أشار السيد صلوحي، لافتا إلى أنه وبالموازاة مع أشغال الترميم و الصيانة استفاد عمال مؤسسة التسيير الفندقي من دورات تكوينية لتحسين كفاءتهم.
وشملت أشغال التجديد وإعادة تأهيل هذه الوحدة الفندقية بشكل كامل أنظمة التكييف والواجهات الزجاجية للغرف والجوانب الجمالية للفضاءات المشتركة على غرار المطاعم وبهو الإستقبال وقاعات الندوات والواجهات، وكذا الإشارات الخارجية والتجهيزات الرئيسية التقنية الأمن ضد الحرائق والمطبخ والمسبح وغيرها والهندسة الداخلية، وضمت أيضا تجديد وتحديث الأثاث والأفرشة ووسائل أخرى، وكذا اقتناء تجهيزات وسائط الإتصال المتعددة.
بالإضافة إلى قيمته الجمالية والتاريخية وما يحمله من حنين إلى الماضي، ستساهم هذه المنشأة الفندقية الفاخرة في تدعيم الهياكل السياحية وقطاع الصناعة التقليدية بمنطقة غرداية، وترقية الوجهة السياحية لميزاب التي تشكل واحدة من الوجهات المفضلة للسياح الأجانب والجامعيين والباحثين في علوم الهندسة المعمارية.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024