الحظيرة الوطنية «بلزمة» بولاية باتنة

مؤهّلات طبيعية بحاجة إلى تهيئة واستغلال

تشكّل الحظيرة الوطنية «بلزمة» بولاية باتنة فسيفساء طبيعية يميزها التنوع والثراء، فيما زادتها جمالا أشجار الأرز الأطلسي التي تعانق السماء وتظهر في كل مكان وعلى مد البصر.
وإن كان الزائر لهذا المكان يشعر للوهلة الأولى بأن لا وجود للبشر قبل بلوغ هذا الموقع ببضع كيلومترات، إلا أن أحد المواطنين تحدّث بافتخار عن تمسكه بأرضه التي ما زالت تحتفظ ببعض آثار مجاهدي الثورة التحريرية بقلب الغابة الكثيفة التي يوجد بها كوخه ومنها مركزي إيواء المجاهدين اللذين كانا ملكا لجده بشير ووالده محمد، واللذين يبدوان للعيان على شكل بقايا بنايات حجرية مهدمة.
وقال للحضور أن هذه المنطقة التي كانت الأحمرة هي وسيلة الوصول الوحيدة إليها لصعوبتها قبل استفادتها من مسلك السنة الماضية تسمى «إيمذراون» بمعنى الصدر بالشاوية لشكلها الذي يشبهه.
وأضاف أنه يعيش في هذا المكان وهو مسقط رأسه مع عائلته ولا يتركه إلا نادرا، حيث يمتهن هنا تربية الدواجن والأبقار وغراسة الأشجار المثمرة من تفاح وإجاص متأقلما مع الطبيعة مستخدما إمكانات بسيطة في العيش الحطب ومياه المنبع الطبيعي في انتظار استفادة مرتقبة من الطاقة الشمسية.
وحسب المكلفة بمصلحة حماية النباتات والحيوانات بالحظيرة، هند سامعي فإنّ المنطقة «معروفة بالشيهم «الضربان» والحجل وغنية بالزواحف، إلى جانب بعض الثدييات ومنها خاصة الذئب وكذا الضبع المخطط الذي عاد بقوة».
من جهته، أوضح مدير الحظيرة الوطنية، محمد لمين دهيمي، أن هذا الموقع من الحظيرة يتجلى فيه بوضوح التجديد الطبيعي للأرز الأطلسي، وتظهر فيه الشجيرات بأعمار مختلفة من الحديثة إلى المعمرة مع وجود أصناف أخرى من النباتات كالزعرور البري.
  مسلك سياحي حبس الأنفاس
 اختزل المسلك السياحي الذي كان بمناظر تحبس الأنفاس، المؤهلات الطبيعية الهائلة التي تتوفر عليها حظيرة بلزمة الواقعة على بعد 7 كلم غرب مدينة باتنة، حيث تولى إطارات المحمية تقديم شروحات كافية حول كل مرحلة من الجولة بهذا المسلك التي امتدت يوما كاملا بين أحضان الطبيعة. وكانت الانطلاقة من كوندورسي ثم عين كروش ببلدية وادي الشعبة مرورا بثنية القنطس التي تقع على علو 1780 متر ببلدية حيدوسة والوقوف عند طاولة التوجيه التي أنجزت حسب مدير المحمية سنة 2020 لتوجيه زوار المنطقة، وتعريفهم بالجبال في هذه الجهة عبر أسهم تدل باللغتين العربية والفرنسية على تسمية كل قمة مقابلة وارتفاعها، وكذا أهم النباتات والحيوانات الموجودة بها دون الحاجة إلى دليل.
ومن المنتظر أن تنجز عما قريب طاولة أخرى مماثلة بقطاع فسديس تطل على مناطق أخرى من الحظيرة الوطنية بلزمة التي تمتد عبر 8 بلديات وتحيط بها 13 قرية على مساحة إجمالية تقدر بـ 26250 هكتار. وتمّ أيضا التوجه إلى منطقة بويعقاقن وحي علي النمر بمروانة عبر طريق أم الرخى الجبلي الذي يتوسط غابة كثيفة من أشجار الأرز الأطلسي وصولا إلى المكان المسمى تيسوراس الذي تتغلب فيه أشجار البلوط الأخضر عن الأرز الأطلسي، إلى جانب أصناف أخرى مثل القيقب والعرعار الشربيني والعرعار الفينيقي.
وتخلّل الجولة الاستكشافية زيارة منطقة كاف إيسلان بحوز بورجم ببلدية وادي الماء للتعرف عن قرب على أشجار الأرز الأطلسي التي تنمو على الصفائح الصخرية، حيث تنفرد بها الحظيرة الوطنية بلزمة، وتمتد وفق السيد دهيمي على مساحة إجمالية تقدر بـ 33 هكتارا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024