تعتبر ملجأ مفضّلا للمواطنين

مسابح بسكرة لمن استطاع إليها سبيلا

بسكرة: عمر بن سعيد

 يتميز صيف بسكرة بارتفاع معدلات الحرارة إلى مستويات قياسية تتساوى فيها حالة الجو في الليل والنهار، ويلجأ المواطنون إلى الاحتماء بالظل هربا من لهيب الشمس، لكن حالهم ينطبق عليه المثل القائل «كالمستجير من الرمضاء بالنار» بسبب انعدام الفضاءات الملائمة ونقص أماكن الترفيه لاسيما المسابح، فيما أضحت أسعار الدخول الى هذه المرافق التابعة للخواص حائلا دون تمتع البساكرة بلطف الجو لاسيما الأطفال الذين يلجأون إلى البرك والنفورات ذات المياه الأسنة للسباحة.

 صيف بسكرة استثنائي على مدار عقود، ويفضل المواطنون اللجوء إلى المسابح التي ازداد عددها وارتفعت أسعار دخولها، مما اضطر بعض الأطفال الصغار التوجه نحو نافورة ساحة الحرية المقابلة لمقر الولاية، يدفعهم قلة ذات اليد وهشاشة وضع أسرهم الاجتماعي إلى استغلال هذا الفضاء المتميز بمياهه الآسنة وغير الصحية، دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا.
وتقوم لجنة تحضير موسم الصيف كل موسم ببرمجة فتح واستغلال المسابح الجوارية التابعة لقطاع الشباب والرياضة، وسبق أن قامت الجهات المعنية بإعادة الاعتبار لبعض المسابح من اجل استغلالها في موسم الصيف وفتح أبوابها أمام المواطنين، لكن تبقى هذه الهياكل بعيدة عن تلبية احتياجات الساكنة، حيث يلجأ أطفال المناطق المعزولة إلى أحواض السقي الفلاحي ممارسة سباحة قد تكون خطيرة في ظل انعدام الرقابة وعزلة المناطق الفلاحية أو لها انعكاسات سلبية على الصحة العامة لعدم خضوعها للمراقبة.
نفور بسبب الأسعار
 حدّدت إدارة المسابح الخاصة بولاية بسكرة أسعارا ليس في متناول الجميع خاصة الشباب والأطفال،  حيث لا يقل ثمن تذكرة الدخول عن 500 دينار، وأخرى وصل سعرها إلى 1200 دج في حظائر التسلية التي ارهقت المواطن بإشهارها على صفحات التواصل الاجتماعي دون أن يتمكن اغلب من زارها مرة واحدة العودة إليها ثانية، مما دفع بالمواطن البسيط إلى ارتياد بعض الحدائق المتواضعة، كما يلاحظ أيضا انسحاب مدربي السباحة من المسبح شبه الاولمبي بالعالية لخلاف مع الجهة الوصية، الأمر الذي قد يحرم أعدادا من الصغار على ارتياده.
وقد تميزت المواسم الماضية قبل تفشي جائحة كورونا بفتح خط سكة حديدية لرحلة يومية بالقطار نحو شواطئ سكيكدة، حيث لقيت هذه الخدمة إقبالا من ساكنة الولاية رغم تعب الرحلة التي تتم في يوم واحد ذهابا وإيابا ولمدة 24 ساعة مع احتساب وقت الاستمتاع بمياه البحر، وعليه يأمل مواطنو بسكرة إعادة تفعيل خط الرحلة الذي يستهوي عادة العائلات ذات الدخل المحدود التي تجد في هذه الخدمة وسيلة في متناول اليد.
وعلى ضوء نقص هذه الفضاءات وعدم تمكن العائلات ذات الدخل الهش من الالتحاق بشواطئ المصيف، تستغل جمعيات عبر بعض البلديات الأمر لتنظيم رحلات يومية نحو اقرب الشواطئ، وعادة ما تكون شواطئ ولايتي جيجل وسكيكدة، وهي رحلات فوضوية تلقى إقبالا لدى الشباب والمراهقين أكثر من العائلات خاصة من البلديات المعزولة التي لا تتوفر على هياكل سباحة ومرافق للتسلية والترفيه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024