أعطى والي ولاية بومرداس، مساء الجمعة، إشارة الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف الجديد لسنة 2022 على مستوى الشاطئ المركزي لعاصمة الولاية في استعراض كبير لمختلف الفرق الفولكلورية والفنية والفاعلين في إنجاح هذا الموعد الهام، الذي انتظره الجميع من عائلات وأطفال، شباب، إلى جانب الناشطين في مجال الخدمات والإيواء وحتى الترفيه التي اعتادت الاستثمار في هذا القطاع طيلة ثلاثة أشهر.
بعيدا عن طريقة الاستعداد والتحضير التي شرعت فيها اللجنة الولائية المشتركة منذ شهر فيفري الماضي، المكلفة أيضا بعملية فتح وغلق الشواطئ المسموحة للسباحة، ومدى تحقيقها أهداف البرنامج المسطر لتهيئة الشريط الساحلي والمداخل، توفير الخدمات الأساسية للمصطافين التي تبقى متفاوتة من حيث التجسيد حسب المتابعين، تشكل تظاهرة موسم الاصطياف في حد ذاتها حدثا هاما وموعدا ينتظره الكثير من أصحاب العطل سواء عمال وموظفين، طلبة وتلاميذ الذين تجمعهم غاية واحدة هي استغلال كل دقيقة للترفيه عن النفس والاستجمام للتخفيف من ضغوطات الحياة اليومية، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ لدرجة الحرارة التي بدأت مبكرا هذه السنة على غير العادة.
وقد تزامن موعد انطلاق موسم الاصطياف مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث شهدت شواطئ ولاية بومرداس الـ 44 المسموحة للسباحة وحتى الممنوعة من شواطئ صخرية ورملية غير مهيأة، توافدا كبيرا للمصطافين والعائلات التي تنفست الصعداء بعد انتهاك فترة امتحانات شهادة البكالوريا المرهقة بالنسبة للجميع، وهي مؤشرات توحي ان الولاية قد تحطم هذه السنة الأرقام القياسية في عدد الزوار، حيث توقعت بعض المصادر استقبال أزيد من 14 مليون مصطاف، أي ضعف عدد المصطافين للموسم الماضي المضطرب الذي لم يتعد رقم 7 ملايين مصطاف، وبالتالي ستستعيد الولاية مكانتها المتقدمة التي اكتسبتها سنوات 2018 و2019 باحتلالها المرتبة الثانية بعد وهران.
إلى جانب مخاوف سوء تسيير وإدارة الموسم وعدم التحكم في سلوكات مافيا الشواطئ التي تشتكي منها العائلات كل سنة، تشكل ظاهرة الغرق وعدم احترام بعض الشباب والمراهقين لتعليمات ونصائح حراس الحماية المدنية وشروط السباحة المسموحة، أكبر هاجس يمكن أن يؤثر على عملية السير الحسن للموسم، خاصة مع تضاعف عدد حالات الوفاة التي سجلتها ولاية بومرداس حتى قبل انطلاق الموسم التي تعدّت 10 وفيات، كان آخرها هلاك شاب غرقا بشاطئ السيخة بدلس قبل يومين، وهو ما يعني أهمية تشديد الرّقابة والتّحسيس الجيد لتفادي حالات مماثلة.
