رسالة الحرفي ابراهيم بلقوريشي:

الشباب قادر على جعل من الرّسكلة ثروة فنية

أمينة جابالله

 اختار الحرفي ابراهيم بلقوريشي إبن مدينة مليانة والمختص في رسكلة وتدويرالمواد، قطع الكرتون أن تكون المادة الأولية والأساسية في صناعة أكثر من 200 تحفة فنية بمقاييس عالمية، نظرا لوجودها بكثرة ضمن أجزاء النفايات التي ترمى في الطبيعة، كما يسعى من خلال إنجازاته الجميلة أن يشارك بها في المعارض والفعاليات الثقافية والرياضية لاسيما ونحن مقبلون على الطبعة 19 من فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المناسبة التي ستؤهلها لتكون خير سفير للثروة الفنية ذات الصبغة الجزائرية المصنوعة بكل دقة واحترافية.
 يعمل صاحب التحف الكرتونية بمفرده في ورشة جد ضيقة بدار الشباب محمد بوراس لمدينة مليانة، تمكن بواسطتها من إنجاز تحف فنية يأمل من خلالها المشاركة في المعارض سواء كانت بيئية أو فنية أو تحسيسية، كما يعكف على تنشيط ورشات للأطفال والشباب لتوعيتهم على أهمية المحافظة على البيئة من جهة، وعلى أهمية العمل اليدوي من جهة أخرى.
كما يقوم الفنان بتحفيز وتشجيع الأطفال لنهج سبيل الإبداع، وذلك بتشويقهم من خلال المواضيع الهادفة التي يقوم بإنجازها من ورق الكرتون، الذي يعرف رحلة تحول شبيهة بعملية تجميل، حيث تتعاقب عليه محطات مختلفة، لينتهي به الأمر في الأخير إلى شكل جديد لا يشبه بتاتا تلك المادة التي كانت مهملة في الطبيعة، فمن يشاهد التحف لأول مرة يصعب عليه استيعاب أن هذه المادة الصماء المهيكلة بحياة جديدة وبقيمة فنية واقتصادية بطريقة ذكية ومبدعة، بأنها كانت مجرد قطع كرتون تم تحويلها فيما بعد إلى تحف فنية.
من الخطوات الكبيرة والهامة التي أنجزها المبدع إبراهيم بلقوريشي، منذ من سنة 2015 تاريخانطلاق نشاطه في ميدان استرجاع وإعادة تثمين ورق وتحويله إلى تحفة فنية مبتكرة إلى يومنا هذا، هو قيامه بتأطير وتكوين 10 نساء ماكثات في البيت، وذلك بدعوة من جمعية بيئية لمدينة الخروب بقسنطينة في إطار مشروع برنامج ممول من طرف الاتحاد الأوربي، إلى جانب نشاطه المتواصل في نشر الاختصاص البيئي الفني الهادف والجديد في الجزائر، الذي يسعى من خلاله إلى التعريف بالمجسمات الكرتونية المتعددة الأشكال والأنواع على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك وأنستغرام، إلى جانب استضافته في بعض القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة والعالمية، التي تمكن بفضلها من إبراز ما أنجزه من تحف، ناهيك عن الورشات التي ينشطها وإيصال ما قدمه من عمل إبداعي إلى الجمهور العريض.
فبعد أن وصل الفنان المبدع الذي قام بصنع ما يفوق 200 تحفة كرتونية تنوعت أشكالها بين قناديل رمضانية، سيارات بموديلات الستينات ومروحيات ظريفة، وحشرات بكل أنواعها وغيرها، إلى تحقيق بعض أهدافه المسطرة المتمثلة في إعادة استعمال هذه المادة الأولية المهملة، وبالتالي إعطائها قيمة جمالية وفنية وجعلها مصدر ربح اقتصادي، يفضل الاحتفاظ بها جميعا في انتظار أن يشارك بها في المعارض، وفي نفس الوقت لا يتوانى في إعادة إنجاز أي تحفة يطلبها المعجبون وبيعها لهم.
وبصفته مربي رئيسي للشبيبة، ومتخرج من المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب بعين الترك ولاية وهران دفعة 1984-1986، حيث يشتغل حاليا مستشار الشباب، وبعد مسيرة 36 سنة أداء مهني غني بخدمات في التكوين والإدارة والتنشيط في الموسيقى الأندلسية، فإن ابراهيم بلقوريشي صاحب 58 عاما، ارتأى أن يوجه رسالة عبر منبر جريدة «الشعب» للأطفال والشباب، التي تعدت الاهتمام بنظافة البيئة، مفادها «أن في محيطنا العديد من الأشياء قد تبدو تافهة، لكن بالتفكير والملاحظة وحب الاكتشاف والإبداع قد تجعل كل حياتنا تتغير بفضل العمل الهادف والمتقن».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024