مع نقص مرافق الاستجمام بسيدي بلعباس

الشباب مجبر على السّباحة في المسطّحات المائية

 مع ارتفاع درجة الحرارة بولاية سيدي بلعباس، وأمام النقص الفادح لمرافق الاستجمام والترفيه من مسابح ومرافق رياضية وثقافية، وأنشطة مهيكلة بالخصوص في البلديات والمناطق النائية، يخاطر شباب وأطفال بحياتهم ويتجهون للسباحة بمياه بحيرة سيدي محمد بن علي وسد صارنو، وعدد من البرك والحواجز المائية الأخرى، غير آبهين بالخطر الذي يتربص بهم.
وقد سجّلت ظاهرة السباحة في عرض سد صارنو وبحيرة سيدي محمد بن علي عديد حالات الغرق والوفاة وسط فئة الشباب والصبيان في السنوات الماضية، فكلما بدأ موسم الاصطياف وعطلة الصيف تتوافد العائلات وشريحة الشباب إلى الموقعين طلبا للراحة والنزهة، غير أن أغلبهم يخاطر بحياته ويغامر بالغوص في أعماق البحيرة والسد، إلا أنّ بعضهم لم يخرج إلا جثة هامدة بسبب خطورة السباحة في مثل هذه الأماكن نتيجة انتشار الطمي وصعوبة المناورة.
وأمام الانتشار المتزايد والمخيف لظاهرة السباحة في البرك والمسطّحات المائية، دقت الوكالة الولائية للسدود ومعها الجمعيات والمصالح الأمنية ناقوس الخطر، حيث قامت في عديد من المناسبات بحملات تحسيس وتوعية وسط الشباب والأطفال وحتى الأولياء حول الخطر الكبير الذي يهدد حياتهم جراء السلوكيات السلبية المتفاقمة.
ويلجأ أطفال البلديات والمناطق الداخلية بولاية سيدي بلعباس أيضا للسباحة في الأحواض والحواجز المخصصة لسقي الأراضي الفلاحية بسبب ارتفاع درجة الحرارة وغياب البدائل الترفيهية، وهو ما قد يكلفهم حياتهم، في حين يتوجّه أطفال المدينة للسباحة في النافورة المتواجدة بالقرب من مسار الترامواي، بعد منتصف النهار عندما تقل الحركة ونافورة ساحة الشهداء، وذلك راجع لقلة امكانياتهم المادية للتنقل إلى شاطىء البحر بإحدى الولايات المجاورة.
تسعيرة المسابح ليست في المتناول
 يعاني شباب المنطقة من صعوبة استغلال بعض المسابح الخاصة، منها المسبح المتواجد بالحديقة العمومية الذي فتح أبوابه مؤخرا بعد تهيئته، وأيضا مسبح مركب 24 فبراير الذي تسيّره الجمعيات، هذه الأخيرة تفرض أسعارا ما بين 1000 و1500 دج شهريا للتدرب على السباحة، ناهيك عن الضغط نظرا للإقبال الكبير، كما قام هذه السنة عدد من الخواص بفتح قاعات للرياضة بها مسابح، إلا أن الأسعار المعروضة ليست في متناول الكثيرين، حيث حدد سعر الحصة الواحدة بـ 500 دينار، أو 4 آلاف دينار شهريا.
مقابل هذا نجد بعض الأطفال ما دون عمر 17 سنة من أجبرته الظروف الاجتماعية والحاجة إلى العمل بعد الخروج في العطلة المدرسية لإعالة عائلته وكسب قليل من المال، فمنهم من يبيع قارورات الماء المعدنية الباردة بالقرب من محطة الترامواي، ومنهم من يبيع المناديل الورقية، النعناع والعطور، ومختلف الخدمات البسيطة التي يحتاج إليه الزائر، ولعل المداخيل القليلة لهذا النشاط قد تساعدهم في اقتناء تذكرة للتوجه إلى شاطئ البحر بالولايات الساحلية القريبة على متن حافلة للاستجمام والترويح عن النفس.وتبقى مجمل هذه الانشغالات والنّقائص التي تعاني منها ولاية سيدي بلعباس في مجال المرافق وفضاءات التسلية والترفيه مطروحة بشدة، وأصبح الجميع ينتظر تدعيم الولاية بهياكل عمومية للاستجمام والنزهة، تكون وجهة ومقصدا للعائلات والأطفال خلال العطلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024