من عادات وتقاليد منطقة الجنوب الغربي

محسـب الصمايم..آخــر فـترة في فصــل الصيــف

النعامة: سعيدي محمد أمين

تتميز منطقة الجنوب الغربي الجزائري بالأخص ولايتي النعامة والبيض، بالعديد من العادات والتقاليد، خاصة فيما تعلق بمعرفة تاريخ وفصول السنة الفلاحية، والتحضير لها جيدا سواء ما تعلق بالتقلبات الجوية والإجراءات التي يجب اتخاذها أو معرفة دخول وخروج فصل، ومن هذه المحاسيب المتواجدة في هذا الفصل نجد محسب السَّمائِم، ويتم نطِقُها محليا بالصَّادَ فيقال الصَّمَايَم، وهي الفترة الأخيرة من فصل الصيف، وكلمة السّمائم من السَّمُوم أي الحرارة الشَّديدة، ويقول بعض المجَرِّبين «إنّ حرارة الشمس في سمائم صحية ماعدا وقت الظهيرة ﺓ».

 سمايم أو الصمايم هي فترة تقدر بــ 40 يوما، 36 يَومًاً صَيْفاً و04 أيَّام من فصْل الخَرِيف حسب تقديرات الأستاذ والشاعر بوحميدة أحد أعيان ولاية النعامة، «من المعلوم والمتعارف عليه لدى اسلافنا أن فصل الخريف يدخل يوم 30 أوت، والسّمائم تبدأ أيامها يوم 25 جويلية منزلة الطَّرْفَة وتَنْتهي يوم 2 سبتمبر، وحَسَب المنازل الفِلاحيّة فإن الصّمايم تشمل 4 منازل من منازل السنة الفلاحية «الطرفة - الجَبْهة - الخرثان والصرفة، 7 أيام من شهر جويلية وشهر أوت (غشت)، 31 يوما، ويومين من سبتمبر وهي أسْخَنُ وأَحرُّ فترة في السنة».
وأضاف بوحميدة، أن هذا المحسب كان يقول عنه الفلاحون إنها تساعد على نضج التمور التي تجنى في الخريف، وقد تُسْمَعُ فيها رُعُود، وإنّ أمطارَ هذه الفترة مفيدة من جِهة ومُضِرّة من جهة أخرى حيث يقول المثل الشعبي «النو في عُشَتْ، يَفْرَحْ مُولَى الرَّخْلَة ويَقْرَحْ مُولَى النَّخْلَة»، أيْ الموال صاحب الرّخْلَة النعجة الصغيرة يفرحُ لأنها تُمَهِّد لخريفٍ فيه العُشب الكَثير، أما الفَلاّح صاحب النخلة فيَحْزَن لأنها تضُرّ بالتمور التي يكون قريبا جَنْيُها،
وجاء في الأمثال الشعبية، «للِّي بْغَى الدِّينْ الدَّايَمْ يَحْمِي المَاءْ في الصَّمَايَمْ»، معناه مَن أراد أن يتوضأ أو يغتسل فعليه أن يُسَخِّنَ الماء ولا يَستعملُ الماءَ البَاردَ حِفاظاً على صِحَّتِه، وخُرُوجْ اللَّيَالِي نْعَايَمْ وخْرَوجْ الصَّمَايَم نْقَايَمْ، (نعايم هي نِعمَة ونقايم تعني نِقْمَة)، معناه مَوسِم الليالي في الشتاء فترة البَرْد القَارِس غَالِبا ما تتزامن مع التَّساقُطات المَطَرِيَّة المهِمّة التي تُنْسِي الإنسان ما عاناه من برودة.
في المُقابِل فإنّ حَرَّ الصّمايَم في الصيف لا يُقاوَم ولا يَليه إلاّ الجَفاف والإرْهاقَ النّاتِج عن أشِعّة شَمسٍ حَارِقة، «ضَرْبَة بَالسَّيْف ولا بَرْدَ الصَّيْف»، ومعناه أن بَردُ الصَّيْف مُضِرٌّ جدّاً بالصِّحَّة كأنه ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ.
وأضاف الاستاذ بوحميدة كنصيحة لمن يستعملون المكيِّفات، ويقال عن شهر اوت «خيطك لا تمس وولدك عس»، معناه أن العقارب يشتد أذاها في هذه الفترة، والمنطقة المعروفة بالحشرات السامة لذا ينصح بعدم الاقتراب من شُقُوق الجُدْران، ويَجب حماية الأطفال منها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024