مهملة محليا ومصنّفة عالميا

شرفات غوفي السياحية بباتنة تبحث عن الاستثمار

باتنة: حمزة لموشي

 تتوفّر عاصمة الأوراس باتنة على موروث تاريخي وحضاري وسياحي مهم يمكنه أن يصبح صناعة قائمة بذاتها لو استغلت جيدا هذه المعالم من طرف الجهات المعنية المسؤولة عن قطاع السياحة محليا أو مركزيا وحتى من طرف الخواص، وعلى رأسها شرفات غوفي المعروفة عالميا بجمالها وسحرها ودفئها، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة الوجهة المفضلة للعائلات للتنزه والتمتع بجمالها.

 تتميّز الولاية بوجود عدد من المعالم السياحية الطبيعية والتاريخية التي جعلت منها ولاية سياحية بامتياز، رغم ضعف الخدمات التي يقدمها هذا القطاع، وعدم مواكبته للحاصل عالميا على غرار الاهتمام بهذه المعالم السياحية والاستثمار فيها، رغم ما تشهده من إقبال منقطع النظير للسياح من الولاية وخارجها، ومن خارج الجزائر.
تتواجد هذه الشرفات الساحرة في أقصى الجهة الجنوبية الشرقية لولاية باتنة، وهي التي تصنف ضمن التراث العالمي كونها من بين اجمل المواقع السياحية الوطنية والعالمية، وهي عبارة عن قرية سياحية ضاربة في اعماق التاريخ، مساكنها قديمة وقلاعها عتيقة، بنيت أثناء لجوء أحمد باي لقسنطينة في أعقاب الاحتلال الفرنسي للجزائر.
يستحيل على الزائر لهذه المنطقة ان يعود دون تذكار يوثق تلك الزيارة السياحية الجميلة، حيث يحرص السياح على إقتناء ما يسحر عيونهم من تحف مصنوعة بأنامل الرجال والنساء سكان المنطقة، وذلك رغم وجود مركز تجاري واحد بغوفي، يعتبر متحفا مفتوحا على الهواء الطلق يجمع بين ثناياه أنواعا مختلفة من الحلي والمجوهرات والزرابي والمفروشات، والأواني المنزلية المصنوعة من الخشب والنحاس تأسر عيون كل من يراها، فتجده يتهافت لاقتناء البعض منها، وجعلها تحفا تزين منزله وتوثق لرحلته.

موقـع امتزجــت فيـه الطّبيعــة بالتّاريــخ

 تتميز مساكنها المبنية من الحجر في المرتفعات السكنية بهندسة فنية عالية للتناسب مع الشتاء البارد والصف الساخن بين جبلين ومرتفعين صخريين، يفصلهما الوادي الأبيض الذي تنتشر في اسفله أشجار النخيل والزيتون، تبعد عن مدينة اريس بحوالي 30 كلم بين حدود ولايتي باتنة وبسكرة، تتميز أيضا ببساتينها من مختلف الأشجار المثمرة خاصة التين، التفاح، الزيتون، فالمنطقة تمتد على مساحة 113 هكتار، 10 هكتارات منها قابلة للتهيئة والاستثمار، ولعل ما زاد المنطقة جمالا حفاظ اهلها على عديد الصناعات التقليدية، حيث لا تزال الكثير من الانشطة الخاصة بصناعة تحف من الخشب والنحاس والحجر ومختلف الصناعات النسيجية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد العتيقة.
فموقع غوفي الطبيعي والاستراتيجي جعل منها درة المواقع السياحية بباتنة، خاصة قلاعه العتيقة كآيث ميمون وآيث منصور وآيث يحيى، فالزائر لها يستمتع وهو واقف في أعلى قممها على ثراء وتنوع وكرم الطبيعة بهذه المنطقة الساحرة، التي استعصت في الماضي على الاستعمار الفرنسي في اقتحامها أين أبان ساكنتها على قوة وبسالة كبيرة في الدفاع عن أرضهم، مخلفين العدو هزائم نكراء لا تزال بعض المعالم التاريخية بغوفي شاهدة عليها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024