صيف قالمة

مؤهّلات طبيعية أعطت خيارات للعائلات

 تستقبل المؤسسات الفندقية والمحطات الحموية بولاية قالمة طوال فصل الصيف أعدادا كبيرة من السياح الذين يتخذون من المنطقة محطة للمزاوجة بين متعة الاستمتاع بشواطئ الولايات السياحية والعلاج بالمياه الساخنة.
وأكثر ما يجعل من قالمة وجهة مفضلة لكثير من السياح المحليين والأجانب، خاصة على مدار أيام السنة بما فيها فصل الصيف هو تلك المؤهلات والمزايا الجغرافية والطبيعية المدعمة بتوفر المرافق والظروف الأمنية، وهي العوامل التي حولتها إلى قطب سياحي متكامل.
وتحط عائلات بأكملها رحالها طوال فترة فصل الصيف بمنطقة حمام دباغ السياحية الواقعة على نحو 25 كلم من غرب الولاية والمعروفة بمركباتها السياحية وشلالها الذهبي، والملاحظ أن أغلب الزوار في هذه الفترة هم من ولايات وادي سوف وبسكرة وورقلة وغرداية وحتى الأغواط والجلفة».
واعتبر مختصّون في المجال السياحي، أنّ فكرة ربط السياحة الحموية بالمنطقة فقط بفصلي الشتاء والربيع هي فكرة خاطئة، لأن السياحة الحموية الصيفية تسجل هي الأخرى نسبا عالية من توافد الزوار والسياح الذين تعجز المرافق السياحية المعتمدة قانونا عن استيعاب أعدادهم مما يفتح الباب أمام بعض ملاك السكنات الخواص بالبلدية إلى تأجيرها مقابل مبالغ مالية متفق عليها مع السائحين.
ويرجع سبب الإقبال على منطقة حمام دباغ إلى عدة عوامل من بينها الموقع الجغرافي الهام لولاية قالمة بصفة عامة، والتي تتوسط عدة ولايات ساحلية بحيث تبعد عن عنابة بنحو 60 كلم وعن سكيكدة بحوالي 80 كلم وعن ولاية الطارف بما يفوق 100 كلم، وبالتالي فإن المسافات التي توصل لكل هذه المناطق مقبولة جدا، كما أن أسعار المرافق السياحية بقالمة هي في متناول العائلات أيضا.
والسبب الثاني وراء محافظة النشاط السياحي الحموي على ديناميكيته في الصيف يتركز في تفضيل نوع خاص من السياح على جعل العطلة الصيفية مناسبة للاستمتاع ببرودة مياه الشواطئ المتواجدة بالولايات السياحية نهارا والعودة ليلا للعلاج والاستمتاع بمياه الحمامات التي تصل درجة حرارتها لما يقارب 100 درجة مئوية.
ولعل أهم منطقة تتمتّع بالشهرة مباشرة بعد حمام دباغ هي قرية حمام أولاد علي المعزولة وسط الطبيعة العذراء، الواقعة على بعد 20 كلم شمال قالمة، والتابعة إداريا لبلدية هيليوبوليس وهي تتوفر على مركبين سياحيين كبيرين متخصصين في العلاج بالمياه الساخنة، يضاف إليهما نزل عمومي تابع لبلدية هيليوبوليس وبيت للشباب.
وما عزّز من مكانة هذه المنطقة شبه النائية وجعلها تستهوي الزائرين من كل ربوع الوطن هو الخدمات النوعية التي يقدّمها المركبان السياحيان الموجودان بها، وهما محطتان حمويتان تمّ إنجازهما في إطار مشاريع استثمارية خاصة، وكل محطة منهما تتوفّر على فنادق بها عدد كبير من غرف الإيواء، إضافة إلى شاليهات أو سكنات فردية وغرف استحمام وأماكن للعلاج والتسلية والترفيه.

المياه المعدنية العربة التي تجر قطاع السّياحة

  تشير الإحصائيات إلى أنّ العدد الإجمالي لغرف الحمامات المستغلة على مستوى الولاية يقدر بأزيد من 400 غرفة استحمام، متمركزة في 04 بلديات وهي حمام دباغ وهيليوبوليس وحمام النبائل وعين العربي، وأن حرارة المياه المستغلة تتراوح ما بين 52 و97 درجة مئوية، حسب كل موقع.
كما تتوفر ولاية قالمة على 13 منبعا حمويا ساخنا موجودة بصفة دائمة، ولها نسب تدفق جيدة، ومنها 05 منابع متركزة بحمام دباغ و03 منابع بقرية حمام  أولاد علي بهيليوبوليس ومنبعين 02 ببلدية عين العربي ومنبعين 02 بحمام النبائل مقابل منبع واحد ببلدية بوحشانة، وهي منابع تتوفّر حسب المختصين على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض منها الجلدية وأمراض المفاصل والأعصاب ومشاكل  التنفس والأذن والحنجرة.
وتعتبر السياحة الحموية العربة القوية التي تجر قطار الاستثمار السياحي بولاية قالمة التي تتوفّر على أزيد من 16 مؤسّسة فندقية بين حضرية ونزل وحموية بقدرة إيواء إجمالية تقارب ألفين سرير أهمّها المركبات ذات الطابع الحموي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024