وجهة العائلات نهاية كل أسبوع

مواقع طبيعية رطبة تزيّن جبال وصخور الأهقار

تمنراست: محمد الصالح بن حود

 تتميّز تمنغست بموقعها الإستراتيجي بتواجدها في إحدى أكبر الحظائر الثقافية بالوطن لاحتوائها على مواقع أثرية تعود إلى عقود قديمة شاهدة على أولى التظاهرات الإنسانية وما قبل الإنسانية، بوجود عشرات من النقوش والرسوم الحجرية، تزيّنها مواقع طبيعية تبرز التنوع البيولوجي الذي تتمتع به منطقة الأهقار، بالإضافة للإعتدال المناخي بتساقط الأمطار في عز فصل الصيف، ما جعل العائلات تشد الرحال لهذه الأماكن مع نهاية كل أسبوع للترويح والتنزه والهروب من ضغط المدينة، التي تعاني من نقص هياكل الاستجمام.
 عديدة هي المناطق الرطبة التي شكلت فسيفساء رائعة بين الجبال والصخور والرمال بمنطقة الاهقار، زيّنتها المنابع المائية المعدنية المتفجرة بين صخورها، وجعلت العديد من المناطق تبهر زائرها بالمناظر الخلابة المتنوّعة، التي تحولت الى قبلة للعائلات الباحثة عن فضاءات للراحة والترفيه هروبا من حرارة الصيف المرتفعة.

«أفلال» محمية طبيعية رطبة مصنّفة عالميا

 تعد منطقة «أفلال»، 60 كلم عن عاصمة الأهقار، من أبرز المناطق الرطبة التي تتمتع بها المنطقة، الأمر الذي أهّلها لأن تصنف سنة 2003 ضمن اتفاقية «رامسار» الدولية التي تعمل على حماية المناطق الرطبة وتثمينها، نظرا لاحتوائها على بحيرة صغيرة تتواجد بها أسماك، ونباتات غاية في الروعة، تعطي للصخور منظر جميل يجعل كل من يزور المنطقة في دهشة لما يشاهده.
هذه المنطقة التي لا يمكن للزائر لها، أن يغض النظر وهو في طريقه لها، عما يعرف بجبل «إيهغن» أو البطاقة التعريفية للأهقار، إلى حد يطلق عليه كل من يشاهده بجبل الهقار، أو «البيك» لدى الجاهلين وغير العارفين لاسمه الحقيقي.
ويعتبر شلال منطقة «تمكرست» على بعد 50 كلم من عاصمة الولاية، أحد ينابيع المياه الموجودة في منطقة الأهقار في موقع مفتوح جعل العائلات تحبذ التنقل إليه نهاية كل أسبوع من أجل الاستمتاع والتخلص من ضغط المدينة في جو مناخي معتدل ونسيم عليل يبعث الارتياح في نفوس الزائرين.
نفس الشعور والإحساس يمكن أن يشعر به أي شخص، وهو يقصد منطقة «توفدت» حوالي 30 كلم و «تغهاوهات» 50 كلم عن عاصمة الأهقار، أو حتى «تانجت» بقرية تاهيفت 80 كلم عن، التي تمتع الزوار بمنظر جريان المياه ما بين النخيل لترسم لوحة طبيعية توفر الراحة النفسية لقاصدها.
في هذا الصدد، أكّد عديد المواطنين والزوار على غرار بشير باعموري، «أن هذه المناطق تعد المتنفس المفضل للعائلات خاصة مع نهاية كل أسبوع، من أجل الترويح عن النفس والهروب من الروتين في ظل شح الهياكل الترفيهية بالمدينة، مؤكدات بأن الإقبال يزداد عليها خاصة مع تساقط الأمطار في الآونة الأخيرة ممّا يزيد من جمالها وروعتها، يضاف لها قربها من المدينة وسهولة الحركة لها مع تعبيد بعض الطرق المؤدية لها».

واحات وبحيرات إدلس

 غير بعيد عن عاصمة الأهقار، تقع بلدية إدلس قرابة 230 كلم مقر الولاية، يقول إدريس علالي المدير الفرعي لحظيرة الأهقار الثقافية، «أن إسملاإدلس باللهجة المحلية يعني النبات الأخضر الموجود بالقرب من الوسط المائي، هذه المدينة التي لا يمكن لأي زائر لمنطقة الأهقار أن يغفل عن زيارتها وزيارة المناطق السياحية خاصة الرطبة منها، التي تتواجد بها بحيرات وشلالات، مثل المنطقة الرطبة «إسقراسن» التي تمتاز بشلالتها وبحيرتها وأسماكها العذبة، والعشب الطبيعي الذي يكسو المكان تزينه أشجر التين العملاقة ونخيل التمر.
ومن أبرز الواحات الطبيعية الجميلة التي تتواجد بمنطقة إدلس، واحة «مرتوتك» وكذا «تيظيت» ومنبعها المائي الطبيعي، وواحة «تاضيرس» ومنظقة «تسكيمت»، وكذا المسطحات المائية المتواجدة بين الصخور والجبال.
ويعتبر واد «تين تاربين» منطقة مفتوحة خضراء مقصد للعديد من الطيور المهاجرة، تزيّن المواقع السياحية التي تزخر بها منطقة الأهقار، وتؤهّلها لبعث سياحة على طول فصول السنة عوض الاقتصار على فصل واحد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024