الحظيرة الوطنية بالقالة

مؤهّلات سياحية واقتصادية كامنة

تشكّل الحظيرة الوطنية للقالة بولاية الطارف التي تعد بمثابة جوهرة حقيقية في حوض البحر الأبيض المتوسط بالنظر لثراء تنوعها البيولوجي وغزارة مواردها الطبيعية منجما أخضرا لا ينتظر سوى استغلاله من طرف سكان المنطقة، الى جانب المؤهلات السياحية الكبيرة بفضل فضاءاتها الخضراء وبحيراتها التي تجلب الكثير من الزوار والعائلات الباحثة عن الراحة والهدوء.
وتتوفر الحظيرة الوطنية للقالة التي تمتاز بثلاثة أنظمة بيئية بحرية وبحيرية وغابية، والممتدة على 8 بلديات بولاية الطارف، على مساحة تقارب 80 ألف هكتار على ثروة نباتية غنية ظل استغلالها لزمن طويل منحصرا في الطريقة التقليدية، ويقتصر على الاستخدام المنزلي.
وشهدت هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة إطلاق عدة مبادرات انطلاقا من الوعي الجماعي بالمؤهلات الاقتصادية والسياحية البيئية لهذه الحظيرة المصنفة محمية للكائنات الحية من طرف منظمة اليونيسكو في سنة 1990، والتي علاوة على إحصائها لأكثر من 800 نوع نباتي تزخر بمنطقتين رطبتين «2» ذات أهمية دولية وهما بحيرتا أوبيرة وطونقة.
كما تمّ انتقاء الحظيرة الوطنية للقالة قبل سنوات ضمن برنامج التعاون الجزائري-الألماني «الحوكمة البيئية والتنوع البيولوجي»، الذي يستهدف إدخال وسائل ومقاربات للحوكمة البيئية موجهة لضمان حماية البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال تسيير المناطق المحمية بالاعتماد على مقاربات  تشاركية وفقا لمخطط استغلال يضمن ديمومة الموارد الطبيعية للمنطقة مع إنشاء تعاونيات متخصصة في تربية النحل واستخلاص زيت الضرو والنباتات العطرية.
استخلاص زيت الضرو
 لطالما تمّ استغلال أشجار الضرو المعروفة بالمزايا العلاجية المتعددة لزيتها الأساسي التي تنمو بغزارة في أدغال المجال الغابي الساحلي للطارف «بطريقة  تقليدية وغير مربحة، حيث جاء برنامج الحوكمة البيئية والتنوع البيولوجي لتدارك هذا الوضع من خلال إدخال طرق حديثة للجني والاستخلاص تضمن الحفاظ على هذا المورد النباتي وديمومته.
وقد بدأت عملية تطوير هذا النشاط الاقتصادي بإدخال طرق الاستخلاص الجديدة الأقل تعبا والأكثر مردودية وإنتاجية بصفة تدريجية في كل منطقة تتوفر على هذا المورد الطبيعي مذكرة بالأهمية الكبيرة لهذا النشاط.
كما يمثل نشاط استغلال زيت الضرو على غرار تشكيلة من نباتات عطرية وطبية أخرى منها الريحان الشامي والقطلب والزعتر والخلنج ذات المزايا المتعددة «هو حاليا بصدد التثمين»، في ظل توفر أهم العناصر الضرورية لرفع هذا التحدي، ممثلة في المورد الطبيعي وعزم النساء الريفيات ودعم الدولة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024