يحتضن الدّورات الشّراعية بسيدي بلعباس

نادي الطّيران الفريد من نوعه يتطلّع للعودة للنّشاط

نسرين - ب

 تزخر مدينة سيدي بلعباس بنادي للطيران فريد من نوعه، وأوّل إنجاز وطنيا وإفريقيا تجمّد نشاطه منذ سنوات بالرغم من مساعي جمعية ناديه التي ما زالت تلح على استغلاله وتجسيد مشروع مدرسة للتدريب على الطيران المدني والرياضة الجوية FASA، وأيضا إعادة بعث تكوين الطيارين الذي توقف منذ سنة 1990.
النادي الذي يحتضن العديد من التظاهرات والدورات في الطيران الشراعي والمظلي لفائدة الطيارين المدربين من تنظيم الفدرالية الجزائرية للرياضات الجوية والفدرالية الفرنسية، اجتاز خلالها الطيارون اختبارات التقييم  للحصول على رخصة مدرب مصادق عليها من قبل مشرفين فرنسيين وفتح الآفاق لهواة التحليق والرياضات الجوية، وتحقيق الاستمتاع بتجربة مشوقة والتدريب بالمظلة الشراعية بمحرك (البراموتر)، الكارتينغ وفن الهبوط بالمظلة وصناعة الطائرات الصغيرة وبخاصة قيادة الطائرة، إضافة إلى احتضانه سنة 2020 تظاهرة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطيران المدني المصادف لـ 7 ديسمبر، حضرته جمعيات ناشطة في مجال الطيران من ولايات سيدي بلعباس والبليدة ووهران وعنابة وطلبة جامعيين ومعاهد التكوين والتعليم المهنيين، تعرّفوا من خلالها على النادي وفرص التكوين التي يتيحها في مجال الطيران حال عودته للنشاط.
إنّه نادي للطيران بمواصفات عالمية، حيث يمكن استغلال أرضيته ومسالكه للهبوط الاضطراري لطائرة وللطائرات السياحية أو طائرات طاكسي.
يقع بالمخرج الشمالي لمدينة سيدي بلعباس يمتد على مساحة 94 هكتار، أنجز في عام 1931 وشهد أول تحليق لطائرة شراعية من طراز ARA في 25 فيفري 1932 ليدخل حيز الخدمة سنة 1964، حيث اختص آنذاك في التكوين في مجال الطيران وخاصة تكوين الطيارين الخواص. يتوفر على كل المنشآت التي من شأنها إعادته للنشاط، على غرار مدرج يمتد على مساحة 90 هكتار يسع لاستقبال 30 طائرة من الحجم الصغير، والمنشآت القاعدية بما فيها مسلك للهبوط بـ 1600 متر وبرج مراقبة، أروقة، حظيرتين للصيانة ومستودع للوقود بسعة 4000 لتر لتزويد الطائرات بالوقود وقاعة للعمليات، جناح إداري ومرافق أخرى. وما زالت الطائرة الخفيفة التي كانت تستعمل في التدريبات ونقل البريد الخفيف ونقل المرضى ونقل الأدوية إلى المناطق النائية، موجودة وشاهدة على عراقته، ثم تم تحويله خلال الحرب التحريرية من طرف المستعمر الفرنسي إلى مركز لمكافحة الثورة التحريرية، وبعد الاستقلال أصبح ناديا للطيران الجزائري..
وحظي في السّنوات الأخيرة بترميم منشاته وتهيئة أرضيته بموافقة على أن يتم استعماله عند الحاجة، على غرار مكافحة الكوارث الطبيعية من حرائق الغابات والجراد، الأمر الذي شجّع جمعية نادي الطيران العباسي آنذاك على إبرام اتفاقية مع مخبر البحث العلمي لجامعة الجيلالي اليابس لإنشاء مركز للتكوين في الطيران المدني على مستوى النادي، واستغلاله في النشاط الذي أنشئ من أجله سنة 1963. هذا المشروع أخذت المديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجي بالشراكة مع وزارة النقل، على عاتقها تمويله وتدعيمه بأربع طائرات للتدريب ومخابر لإعادة تفعيل النشاطات الجوية، كما تحصّلت جمعيته السابقة على موافقة رسمية من المديرية العامة للطيران المدني، تقضي بفتح مدرسة التكوين للطيارين الخواص، خاصة وأنّ عددا معتبرا من الطيارين الخواص ومعلمي الطيران من المنطقة قد أبدوا رغبتهم لتقديم دروس في هذا الخصوص. كلّها اتفاقيات بقيت حبرا على ورق ينتظر أعضاء جمعية نادي الطيران العباسي وجمعية التراث المعماري لسيدي بلعباس تفعيلها لعودة النشاط ودعم النادي معنويا وماديا، ما يخلق مناصب عمل تدفع مرتباتهم من عمل الطائرة وفتح المجال أمام طلبة تخصص علم الطيران بجامعة الجيلالي للتدريب والحصول على الدروس التطبيقية في مجال الطيران، ما قد يفتح الآفاق للتنمية الاقتصادية المحلية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024