معـالم تستحـق الزيـارة

يمّا قورايا..أسطورة حيّة تمنح الزوّار متعة لا تنتهي

فضيلة - ب

 من منّا لا تستهويه فكرة زيارة يما قورايا، ومن لا يتشوّق لرؤية جوهرة الشرق بجاية، لا أحد منا يرفض قضاء عطلة في هذه المدينة الساحلية الجميلة المنعشة التي يرتبط اسمها بمعلم تاريخي وطبيعي وسياحي مميز يطلق عليه جبل «يمّا قورايا» علما أن ارتفاعه يصل إلى 672 مترا.
 إنّه أكبر وأعمق من كونه قمة جبلية جميلة، كونه مرتفع شاهق وصامد، يقال إنه العين الساهرة «لمدينة بجاية» التي تترعرع وسط البحر..فيا ترى ما هي قصة الملكة؟ وما هي الأساطير المتداولة عبر التاريخ؟
يذكر أنّ «يما قورايا» تعد من أكثر وأهم المناطق السياحية في الجزائر التي تستقبل سنوياً أكثر من مليون زائر، وهذا الجبل يعتبر جزءاً من الحظيرة الوطنية التي تحتوي على ثروة غابية وحيوانية وسمكية وفيرة ونادرة، وتتمتع بمرتفعات صخرية تسمى «كاب كاربون»، وتتواجد بها واحدة من أكبر المنارات في العالم، والقمة مصنفة من قبل منظمة اليونيسكو محمية طبيعية عالمية منذ 2004.

إمرأة نائمة
 لا يمكن زيارة مدينة بجاية دون المرور على «يمّا قورايا»، حتى إنّ كل من زارها يقول إنها «تستحق العناء الوصول إليها»، إذ يتطلب الوصول إلى القمة السير 5.5 كيلومتر على الأقدام.
ولكل من زار المكان يشعر بدهشة ممزوجة بالغرابة، حيث يبدو الجبل من بعيد أو من الأعلى «امرأة نائمة»، وهو المكان أيضا الذي ترقد فيه «يمّا قورايا»، حيث يوجد قبرها منذ مئات السنين.

الأمّ التّاريخية
 لا أحد استطاع أن يحسم في حقيقة هذه المرأة أي «يمّا قورايا» إن كانت حقيقة أم أسطورة، لكن ما توفر من رواياتها الأربع، تؤكد بأنها «لم تكن ككل النساء»، وظهرت منذ عهد الاحتلال الإسباني لمدينة بجاية منذ سنة 1510 ميلادي، وهو ما تؤكده لوحة بأعلى الجبل تسرد قصة هذه السيدة الملكة.
يزعم في الرواية الاولى أن «يمّا قورايا» «وليّة صالحة» منذ 429 ميلاديا غداة الغزو الوندالي لبجاية التي كانت تسمى في ذلك الوقت «صلداي»، ويُعتقد أن أصل كلمة «قورايا» مستمد من اللغة الوندالية ويعني «الجبل الصغير»، أما «يمّا» فهي كلمة «أمي» في اللهجة الجزائرية بكثير من المدن، ويردّد سكان بجاية أساطير تقول إن لمدينتهم «99 ولياً صالحاً آخرهم امرأة». ويعتبر العديد من البجاويين أن يما قوراية أمهم التاريخية، حيث يتواجد قبرها في قمة الجبل في مرقد تحول إلى مزار منذ مئات السنين، وقيل أنها كانت متصوفة.

حارسة بجاية
 أما في الرواية الثانية، فتؤكد بأن «يمّا قورايا» لم تكن جزائرية، بل إسبانية جاءت مع الاستعمار الإسباني سنة 1510، لكنها تحولت إلى مناهضة لذلك الاحتلال، ودخلت الإسلام وأعلنت الحرب مع سكان بجاية على الغزو الإسباني، ومنه سميت «حارسة بجاية».
وذهبت الرواية الثالثة، إلى القول إن اسم «يمّا قورايا» اختفى منذ دخول العثمانيين سنة 1516، وتحول إلى اسم «أميسوم» أو «المحاربة».
في حين رواية رابعة منحت قصة «يمّا قورايا» بعدا عاطفياً، وأسمتها «المرأة العاشقة»، وهي من الروايات الأمازيغية التي لازالت رائجة أيضا في المدينة.
وتذكر بأنّ «قورايا» كانت فتاة يتيمة وطاهرة تقيم في إحدى قرى بجابة مع والدها، الذي حاول تزويجها من رجل لا تعرفه، ولجأت بعد ذلك للاحتماء بقمة جبل، وهي تتضرع الله أن يخلصها من ذلك العريس، وبقيت في ذلك المكان إلى أن ماتت، ليتحول ذلك الجبل إلى مقصد للزوار والسائحين ويأخذ اسمها منذ عدة قرون. علما أنه يتواجد بيمّا قورايا بحيرة ساحرة جدا، تبلغ مساحتها 2.5 هكتار بينما يصل عمقها إلى 18 مترا، وتحيط بها مجموعة كبيرة من النّباتات النادرة والطيور المهاجرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024