سيدي لخضر بن خلوف

قبلة للزّائرين والمصطافين

غانية زيوي

تزخر ولاية مستغانم بموروث تاريخي وثقافي عريق، ناتج عن تعاقب الحضارات عليها، نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط، ممّا جعلها تشهد زخما ثقافيا وأحد أهم الأماكن السياحية في الجزائر.

هذا وتعد السّياحة الدينية في المدينة سياحة رائجة، تستقطب أعدادا كبيرة من السياح المحليين والوافدين من مختلف البلدان للاستمتاع بزيارة المعالم الدينية في غاية الجمال، ولعل أبرزها ضريح الولي الصالح «سيدي لخضر بن خلوف»، الذي يعد تحفة معمارية، تزينه النخلة الشامخة المنتصبة الممتدة إلى قبره، حيث يتوافد الزوار إلى مقامه للتبرك به والاستمتاع بمناظره الطبيعية الخلابة.
النّخلة اللّغز
يقع مقام «سيدي لخضر بن خلوف»، في واحدة من أشهر المناطق السياحية في «مسك الغنائم»، والتي تحمل إسمه «سيدي لخضر»، بحيث تستقطب أعدادا كبيرة من السياح، من شتى ربوع الوطن ومن خارجه، وعلى مدار السنة، خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الإقبال عليه بحكم الطابع الساحلي للمنطقة التي تضم عدة شواطئ في غابة الجمال والروعة، والتي تتمتع برمالها الذهبية التي تعانق الطبيعة الخلابة وكأنها تحفة فنية، فالعائلات الوافدة لا تفوت زيارة هذا الصرح الديني للتبرك به، وأخذ صور تذكارية بجانب النخلة الملتوية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة حوله، فضلا عن الاستماع للأحاديث حول سيرته وأشعاره التي ألهمت مطربي الشعبي، بحيث يعتبر الولي سيدي لخضر بن خلوف من الرجال الذين دونوا أسماءهم في التاريخ بمداد، كلما طال عليه الزمن زاد إشعاعا، ومن النبغاء الذين كان لهم الفضل الكبير في ترسيخ الثقافة، والتعبير عن العادات، ونقل تاريخ الأمجاد، وغيرها من المواضيع التي يعبّر عنها من خلال أشعاره، كما شكّل ديوان شعره على مر العصور مصدر إلهام عشرات مطربي الغناء الشعبي في الجزائر.
عروض الفروسية
 يقيم أحفاد الولي الصالح سيدي لخضر بن خلوف ولائم، تتخللها أفراح وأهازيج مصحوبة بعروض للفروسية، الحفل الذي يسمى «بالطعم» وهو مناسبة للتبرك بالولي بعد زيارة ضريحه الطاهر، كما يقام سنويا الركب من طرف محبي سيدي لخضر بن خلوف بمعية أحفاده لمدة 3 أيام، يجتمع فيها أتباع هذا الولي في حلقات ذكر يتلون كتاب الله، ويتذكّرون مناقب هذا الولي الصالح الذي جمع بين التصوف ومكافحة المستعمر، كما تشارك فيه فرق البارود قبل أن تحل ­يدي لخضر تلك النخلة العجيبة التي تطلع من الضريح، حيث تراها باحثة عن السماء حيث روحه، وبالقرب منها مقام الكرمة الذي يحتوي على آثار فرسه وعصاه على الصخر.للإشارة فالنخلة التي امتد جذعها كحارس أمين وأبدي لضريح الولي الصالح، قد تعرضت للقطع في العشرية السوداء بواسطة منشار، إلا أنها قاومت وضمدت الجرح، وقد أوصى بن خلوف أولاده بأن يدفن عندها عندما علم بقرب أجله قائلا «النخلة المثبتة تلقح من بعد اليبوس حذاها يكون قبري يا مسلمين».زيادة على هذه النخلة، توجد خيمة الشعر وسر الأمنيات التي يقطنها سيدي لخضر وانفرد فيها لمدح النبي وذكر الله، يقال في أسطورة متداولة إن كل من يقصد خيمة الشعر تلك، تستجاب دعوته، لذلك يقصدها العديد من الأشخاص كبارا وصغارا، بعضهم يطلب عملا، وبعضهن تطلب زوجا صالحا، وآخرون يريدون أن تصبح تجارتهم مباركة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024