يتردّد كثيرا أن «الأكلات هي أصالة الشعوب»، ولعلّ المطبخ الجزائري الثري يترجم أصالة هذا الشعب العربي. وأكيد للجزائريين قصص طويلة وكثيرة مع الأكلات والأطباق وحتى الحلويات التقليدية، التي لا ترمز فقط لذلك المطبخ الأصيل، بل لتاريخ بلد يمتد لمئات القرون.
من أشهر الأطباق الجزائرية «دون منازع» وفي جميع الولايات والقرى والمناطق الجزائرية، يوجد طبق «الشّخْشوخة» الذي يكثر عليه الطلب من طرف السياح خاصة الأجانب في فصل الصيف.
لا يختلف اثنان بالجزائر، سواء على تسميته الموحدة أو مذاقه الذي لا يقاوم، إذ يعتبره الجزائريون «معشوق الأكلات التقليدية» و»نقطة الضعف التي لا تقاوم»، حتى إن السياح من أي دولة «يصدمهم» مذاقه.
وتذكر بعض المراجع التاريخية، أن لطبق «الشخشوخة» قصة «صراع بين الغني والفقير»، وأوردت بأن ظهورها كان نتيجة «صراع طبقي بين الفقراء والأغنياء»، وأعده الفقراء ردا منهم على طبق كان مخصصاً للأغنياء فقط كان يسمى «المْصَوَّر».
وتشتهر عدة مناطق بشرقي الجزائر بـ»شخشوختها» الخاصة التي تميزها عن بقية مناطق الجزائر، إذ نجد «الشخشوخة الشّاوية»، وكذا «الشخشوخة المسيلية» نسبة لولاية المسيلة، وكذا «شخشوخة بسكرة» و»الشخشوخة البوسعادية» نسبة لمنطقة بوسعادة.
ومن أشهر أنواع هذه الأكلة التقليدية التي تتمتع بشعبية، توجد أيضا «شخشوخة الظفر»، وهي علامة مسجلة بمطبخ ولاية قسنطينة العريقة.
«الشخشوخة» تصنف كـ»إرث جزائري خالص» من المعجنات، التي تضاف إلى قائمته الطويلة عدة أكلات من المعجنات، مثل «الكسكسي» و»لمحور» و»التريدة» و»الرشتة» وغيرها. علما أن «الشخشوخة» الجزائرية تتسم بمذاقها الحار واللذيذ كونها تعد بالفلفل الحار ومختلف أنواع البهارات القوية.