منتـزه «لالـة ستـي» بتلمسان

الحارسـة الأمينـة لمدينـة تلمسان.. لغز لم يُفــــك

فضيلة بودريش

كل من يسمع عن هضبة «لالة ستي» لا يتردّد خلال تواجده بتلمسان من حط الرحال بمرتفعاتها، إنها بلا مبالغة، من أروع الاماكن السياحية في هذه الولاية العريقة والجميلة، علما أن هذه الهضبة الباردة صيفا وشتاء، تعد متنزها كبيرا يرتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 660 مترا، ويمكن من خلال نوافذها الهوائية العالية والمكشوفة، مشاهدة كل تفاصيل تلمسان الجميلة والعتيقة القريبة من القلب، حيث ليست بعيدة عن وسط المدينة الا بضعة كيلومترات فقط.


قيل عن هذه الهضبة بأنها تتلحّف لغزا لم يتمكن أحد من سكانها أو زوارها وعشاقها من فكه، فقط ترغب في العودة والمثول بين مناظرها الطبيعية الساحرة وهوائها المنعش وأجوائها اللطيفة صيفا والباردة شتاء، ويمكن على امتداد أنظار السياح المتشوقين والمنبهرين مشاهدة اخضرار آسر وسهول شاسعة، يكاد نطاقها لا ينتهي.
والزائر إلى هذه الهضبة السياحية المتفردة، يمكنه أن ينجذب على تلك المرافق الحاضرة بخدماتها الراقية، على غرار كل من فندق رنيسوس الفخم، و حديقة للتسلية ومطاعم والعاب للاطفال، وعديد الهياكل التي توفر ما يحتاجه السائح من ترفيه ومتعة وأكل وما إلى غير ذلك.

منتــزه استثنائـــي

يذكر أن «لالا ستي» تعد حديقة شاهقة وعملاقة معلقة في السماء، تقصدها العائلات والسياح من داخل وخارج الوطن، خاصة في فصل الصيف حيث يتضاعف تدفق الوافدين، من كل صوب، علما أن هذا المتنزه الساحر يتزين الأنوار والأضواء المختلفة الألوان التي تتلألأ في كل ركن فيه، كما أن البحيرة الكبيرة التي تتوسّط الهضبة تعيش فيها أنواع مختلفة من الأسماك، مع توفر القوارب الصغيرة داخلها من أجل القيام برحلات مدهشة، ويتوسّط  هذه البحيرة جسر صغير، يتجمع فيه السياح لالتقاط الصور التذكارية وتوثيق اللحظات الجميلة، بالإضافة إلى ذلك توجد عربات تجرها الخيول، ويمكن استئجارها مع السائق في جولة رائعة حول محيط المتنزه، وكأنك في مكان استثنائي.
يقال أن هذه الهضبة  الشامخة حملت اسم «لالة» ستي تكريما لامرأة صالحة عاشت ودفنت على مرتفع هذه الهضبة، غير أنه  لا أحد يعلم تاريخ ميلادها ووفاتها ولقب لالة معروف، أنه يمنح للمرأة المحترمة ذات الشأن، وعقب ذلك لم يتردد سكان المنطقة بتشييد ضريح، على خلفية أنها ولية صالحة ، وبمرور السنوات صار السكان يزورونها باستمرار ويتبركون بمقامها، وتقول ذات المصادر أن هذه المرأة الصالحة تنحدرمن  مدينة بغداد العراقية، واختارت الاقامة في مدينة تلمسان في فترة حكم الزيانيين ما بين 1235 و1554م.

أشهر معلـم سياحـي

لم يعد صعبا أن ترتفع إلى مقام «لالا ستي» حيث يمكن أن تسلك طريقان لا ثالث لهما الأول عبر اختيار «التلفريك» انطلاقا من وسط مدينة تلمسان، وأما بخصوص الطريق الثاني فهو عن طريق السيارة وحافلات النقل الحضري، أي من خلال طريق متعرج ويرتفع شيئا فشيئا، من أسفل الهضبة إلى غاية القمة الشاهقة غير أنه مزين بالخضرة والنضارة من كل جانب، وتشعر أنك في جنة على الأرض.
وما لا يعلمه الكثيرين أن هذه الهضبة تحمل في قلبها أسرارا وألغازا لم يتمكن أحد من فكّها، بل يقال إنها الحارسة الأمينة على هذه المدينة الرائعة التي لا يمل أحد من التواجد بها. إذا الهضبة هادئة وساحرة ومتفردة تتمتع بهوائها العليل وجوها النظيف.
ويمكن زيارة ضريح «لالة ستي» باعتباره أحد أشهر المعالم السياحية في تلمسان والجزائر، وفوق ذلك ينبغي زيارة المنارة المرتفعة المشعة بأضوائها المتلألئة على حافة الهضبة، حيث تطلّ على مدينة تلمسان، ويمكن استعمال مناظر من داخل هذه المنارة لمشاهدة المعالم بشكل دقيق ورائع، ولا يخفى أنه يمكن للزوار الاستمتاع برؤية المدافع التي تعود إلى العهد الاستعماري لمدينة تلمسان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024