إرث تاريخي ثقافي يواجـه النسيان

قصـر «الأمانوكال أحمد البكري» يتهاوى في صمت

تمنغست: محمد الصالح بن حود

هو أحد المعالم الحضارية والتراثية الذي تتميز به مدينة تازروك 180 كلم شمال شرق ولاية تمنغست، قصر أو «صورو» بلغة الإيموهاغ، معلم أثري تاريخي وتراث ثقافي هام في منطقة الأهقار، على أعتاب الاندثار والزوال عقب انهيار أجزاء منه وتأكل العديد من الأجزاء به.

 يحدث هذا يقول أحد أحفاد الأمنوكال المتوفي «أحمد البكري» في حديثه لـ»الشعب» في ظلّ الصمت والإهمال الذي يقابل به، في انتظار أن تتحرّك السلطات المحلية والجهات الوصية على التراث، على غرار العديد من الآثار التي تزخر بها المنطقة، رغم الوعود العديدة التي بقت حبر على ورق، آخرها تأكيد المسؤولين بوجود عملية مجمدة لترميمه، لكن لم يتمّ العمل على رفع التجميد حسب تصريحه إلى حدّ الآن، ليبقى القصر يتهاوى دون التعجيل  بأي خطوة لإنقاذه.

شاهـد علـى محطــات مفصليــة

في نفس الصدد، عبر الأستاذ سنوسي كرزيكة مهتم وباحث في التراث وأحد سكان المنطقة في حديثه لـ»الشعب»، عن استيائه وأسفه لما يحدث لأحد المعالم التاريخية والأثرية بالأهقار، والذي كان شاهدا على محطات تاريخية ومفصلية في تاريخ المنطقة، دون تدخل أي جهة مسؤولة لمحاولة الحفاظ عليه.
يعود تاريخ قصر الأمانوكال أحمد البكري إلى حفيده المدعو المجاهد سيدي محمد بن عثمان، حسب ما صرّح به سنوسي كرزيكة إلى سنة 1912، وهذا بأمر من الأمنوكال موسى أق مستان (1921،1900) الذي أكد على ضرورة بناء قصر للأمنوكال بالمنطقة، وفي نفس الوقت، بناء قصر موسى أق مستان بعاصمة الأهقار بحي صورو حاليا بعاصمة الأهقار.
أكد المتحدث في هذا السياق على أهمية هذا المعلم الأثري، بالنظر إلى الدور الكبير الذي كان يقوم به، على غرار إبراز أهمية العلاقات التاريخية الاجتماعية والعلمية والفنية، وأيضا في تجسيد العلاقات منها، التبادلات الفكرية والتكافل بين سكان منطقة الأهقاروالتيديكلت، وكذا تجسيد وتطوير البناء العمراني الإسلامي في الصحراء، إذ تمّ بناؤه بسواعد مشتركة بين سكان منطقتي «التيديكلت» و»الهقار» إبان الاحتلال الفرنسي.

الاحتمـاء مـن غــارات الأعـداء

أضاف سنوسي كرزيكة، أن القصر الأثري إستغل من طرف سكان المنطقة في مختلف التجمعات التشاورية في شتى المجالات، وأهمها الهادفة للقضاء على التواجد الاستعماري الفرنسي، كما يعتبر القصر أحد أهم الأماكن الإستراتيجية لملتقيات مملكات التوارق «إيمنوكالننموهاغ» عبر أقاليمهم الأربعة (أهقار، آجر،أضاغ، آير)، ويعتبر أيضا ملجأ للإحتماء من غارات الأعداء.
وهذا نظرا لبنائه على هضبة القرية بارتفاع 1877م من على مستوى سطح البحر، وبموقع سياحي إستراتيجي يمكن رؤيته من بعيد، ومن طابقه العلوي يمكن رؤية القرية تاظروك وكل نواحي وضفاف وادي «تاظولت» المحاذية، وتخطيطه العمراني الذي يطابق مواصفات المباني الصحراوية ذات الطابع الإسلامي، إذ تمّ تصميمه على شكل مستطيل، فالتربيع ميزة العمارة الإسلامية في الغالب يضيف المتحدث.

نـداء استغاثــة لانقـاذه

في هذا الشأن، وبالنظر لحالة القصر السيئة ومخافة اندثاره وزواله جراء الإهمال الذي يطاله، أطلق سكان مدينة تازروك نداء استغاثة للجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الثقافة والفنون بالإسراع في ترميمه وإعادة الاعتبار له ورفع التجميد عن العملية إذا كانت هناك عملية في الأساس.
بدوره، كشف مدير الثقافة لولاية تمنراست محمد بلبالي في تصريح سابق «للشعب» عن عملية حماية المعالم التاريخية بما فيها قصر تازروك، مؤكدا بأن الدراسة انتهت والعلمية مجمدة، في انتظار رفع التجميد، ومع ذلك يتم حاليا بشكل دوري تنظيم العديد من الأنشطة في مجال النظافة للمواقع من تنظيم الحظيرة الثقافية.
كما تمّ القيام بعملية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، يضيف المتحدث بتصنيف المعلم رفقة معالم أخرى (قصر أق مستان، قصبة باجودة بعاصمة التديكلت عين صالح)، محليا في انتظار تصنيفهم وطنيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024