4 ملايـين مصطاف اختاروا وجهـة مستغانم

كــراء المواطنـين منازلهم للسياح يخفّـض الأسعـار

غانية زيوي

تعرف ولاية مستغانم حركية وانتعاشا سياحيا غير مسبوق حيث أضحت الرقم الصعب في السياحة الداخلية تنافس عاصمة الغرب الجزائري «وهران»، وذلك بفضل مؤهلاتها ومقوماتها السياحية المتنوعة والواعدة التي توفر كل أسباب الراحة والترفيه.

تعدّ الأزمة الصحية نتيجة جائحة كورونا من العوامل التي شجّعت على السياحة الداخلية وبعد توقف حركة التنقل بين البلدان، الأمر الذي جعل أنظار الجزائريين تتحوّل إلى مختلف مناطق الوطن لقضاء عطلهم فضلا عن اكتشافها، ما جعل من «مسك الغنائم» مقصدا هاما للزوار من داخل وخارج الوطن.
نزلت «الشعب» إلى وسط المدينة وشاطئ صابلات للتقرّب من بعض الزوار والمصطافين من أجل معرفة سبب اختيارهم للمدينة، حيث أكدوا لنا منذ دخولهم للولاية ينتابهم للوهلة الأولى شعور بالراحة والأمان، فضلا عن جمال الولاية وكرم أهلها المضيافين.
تسقيف أسعار الخدمات
وقال أحد الزوار «إن مستغانم مدينة مباركة لاحتوائها العديد من الأضرحة، وكذا نظافة محيطها وهندستها المعمارية التي تجذب الأنظار وطرقها السهلة والمنفتحة على كل الجهات إلى جانب حسن استقبال أهلها».
وأكد لنا «محمد» من شرق البلاد (باتنة) أنه يعتبر أن مستغانم الرقم واحد في الجزائر من حيث الراحة والاستجمام وكذا الأمن، وقال إن اختياره للمدينة لم يكن اعتباطيا وإنما جاء لعدة اعتبارات، في مقدمتها توفرها على مختلف المقومات السياحية وكذا المعيشة التي تناسب كل العائلات من حيث الأسعار والتكلفة.
كما عبر البعض عن استيائهم من ارتفاع أسعار المؤسسات الفندقية والخدمات الأمر الذي دفع بهم لكراء البيوت «الإيواء لدى الساكن»، حيث تعرف هذه الصيغة رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة.
هذا ودعا «محمد» إلى خفض الأسعار حتى لا يتوجّه المواطن إلى تونس التي فتحت أبوابها مؤخرا للجزائريين مقابل عروض خدماتية مغرية».
وفي هذا الشأن، كشف مدير السياحة والصناعات التقليدية زرماطي محمد الشريف عن دراسة مشروع مرسوم تنفيذي على مستوى الدائرة الوزارية يسقف أسعار الخدمات على مستوى المؤسسات الفندقية سيرى النور قريبا، فضلا عن القيام بحملة تحسيسية على مستوى المؤسسات الفندقية بالولاية من أجل إمكانية خفض الأسعار ولو نسبيا خلال موسم الاصطياف.
هذا وتعرف شواطئ مستغانم منذ الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف 2022 (17 جوان الماضي)  توافدا قياسيا للمصطافين من داخل وخارج الوطن تجاوز أكثر من 4 ملايين مصطاف إلى غاية الساعة، حسب الاحصائيات المقدّمة من قبل مصالح الحماية المدنية، بحيث وصل العدد إلى ذروته نهاية الأسبوع المنصرم والذي فاق المليون مصطاف.
إقبال على «موستا لاند»
كما استقبلت حظيرة التسلية «موستا لاند» منذ الفاتح من جوان الماضي إلى غاية 25 جويلية المنصرم، ما يفوق نصف مليون زائر، وذلك بفضل ما تقدمه من خدمات عالية الجودة مما جعلها وجهة مفضلة للعائلات لقضاء أوقات مميزة، حسب مديرة الحظيرة سامية محال.
للإشارة، تمّ فتح هذا المرفق الترفيهي الهام الذي يعرف إقبالا كبيرا على مدار السنة للعائلات من مختلف مناطق الوطن سنة 2018، تفوق مساحتها 57 هكتارا وتضم العديد من المرافق منها مدينة للألعاب وأخرى للألعاب المائية «أكوا بارك» وحديقة للحيوانات من مختلف الأصناف (140 حيوان من 43 صنف) وكذا فضاء للتنزه العائلي وبحيرة للطيور، فضلا عن توفر فندق ومطاعم راقية وأخرى للأكل السريع وساحة مخصصة للأنشطة الفنية.
كما تشهد وسط المدنية حركية واسعة للزوار الذين يقبلون على مختلف المحلات وخاصة سوق «عين الصفراء» للخضر والفواكه الذي يشهد هو الآخر ازدحاما كبيرا لتوفره على كل أنواع الخضر والفواكه وبأسعار معقولة تناسب القدرة الشرائية للمواطن البسيط.
حفلات ساهرة لا تنسى
وفي هذا الشأن قال «علي» من العاصمة «الجميل في مستغانم أنها توفر لك كل ظروف العيش وتناسب كل الطبقات الغنية منها والفقيرة، فيها كل ما تبحث عنه سواء ما تعلّق بالخضر والفواكه أو مختلف السلع بأسعار مرتفعة وأخرى معقولة».
إلى جانب إحياء العديد من السهرات الفنية على مستوى مختلف الهياكل على غرار دار الثقافة «ولد عبد الرحمن كاكي» والمسرح الجهوي «الجيلالي بن عبد الحليم» وكذا حديقة التسلية «موستا لاند» والواجهة البحرية بصلامندر وغيرها مما يسمح للعائلات والزوار بالاستمتاع بهذه الأنشطة الفنية تحت رقابة وحماية عناصر الأمن التي تسهر على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات.
وأكد محمد الشريف زلماطي على تكاثف الجهود لإنجاح الموسم وتحقيق الهدف المنشود حتى تكون سنة 2022 سنة الإقلاع الاقتصادي، تساهم فيه السياحة الداخلية بشكل كبير، وأن تكون مستغانم الرقم الصعب في هذه المعادلة تنافس أكبر الولايات السياحية وتكون الرقم واحد خلال هذا الموسم.
السياحة الجبلية حاضرة
كما أشار المدير إلى أن مستغانم من بين الولايات السياحية التي تحظى بسمعة طيبة وذلك بفضل مقوماتها السياحية وهياكلها القاعدية، فضلا عن المؤسسات الفندقية، فالمؤهلات الطبيعية التي تتمتع بها لا تعد ولا تحصى فهي تتمتع بشريط ساحلي يقدر بـ124 كلم وبعدد الشواطئ الإجمالي 56 منها 44 شاطئا مسموح للسباحة، وتحتوي المدينة عدة أنماط من السياحة منها السياحة الجبلية والغابية بحيث تتوفر على 7 غابات للتسلية أهمها غابة «بورحمة» التي تعرف إقبالا  كبيرا من قبل المواطنين والذي يتراوح يوميا ما بين 3 إلى 4 آلاف زائر وغابة «الحرية «، حسب ذات المتحدث.
إلى جانب السياحة الشاطئية منها شاطئ «كاب ايفي» الذي يمزج بين الرمال الذهبية وزرقة البحر وكأنه لوحة فنية، فضلا عن السياحية الثقافية بما فيها قصبة «تيجديت»، منارة «كاب ايفي»، دار الصناعة التقليدية والسياحة الدينية والتاريخية على غرار جنة العارف والأضرحة.
كما تتوفر على 16 منطقة توسّع تتوزع على البلديات الساحلية بإجمالي مساحة تفوق 4700 هكتار موجهة أساسا للاستثمار السياحي نحن في صدد دراسة مخططات تهيئة سياحية لهاته المناطق هي التي تحدّد نوع الاستثمارات وأماكن على مستوى الولاية، يضيف ذات المتحدث.
وتمّ خلال هذا الموسم تعيين 22 متصرفا عبر كل شواطئ مستغانم والذي يلعب دورا كبيرا وحلقة وصل بين المواطن والإدارة، بحيث يرفع التقارير اليومية والدورية التي تسمح لنا بالتدخل في أي تجاوزات ولتدارك النقائص على مستوى الشواطئ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024