بحيرة الأحلام تلقب بالسوداء، تحتل موقعا ساحرا لا يصدق، يجلب إليها السياح وطالبي الهدوء والسكينة من كل مكان، ومع ذلك مازالت تفتقد للشهرة لأنها تستحق الزيارة والاكتشاف والترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يذكر أن البحيرة السوداء أو بحيرة اكفادو كما تلّقب، تتواجد على ارتفاع 1200 متر، ضمن محمية جرجرة بجبال اكفادو، وسط غابات الفلين و الصنوبر، ويسميها السكان المحليون بالأمازيغية «أقولميم أفركان»، علما أنها تعد من أهم الأماكن السياحية في ولاية بجاية، ويمكن الوصول إلى هذه البحيرة الفاتنة عن الطريق الوطني رقم 34، الرابط بين تيزي وزو وبجاية، ثم الدخول في الطريق الجبلي إلى غاية البحيرة، أما بالنسبة لهواء المشي والمسالك الجبلية فيمكنهم السير مسافة اثنا عشر كيلومتر صعودا.
تمتد مساحة البحيرة إلى نحو ثلاثة هكتارات، بينما عمقها فيبلغ المتر الواحد، وتتميز البحيرة بلونها الأسود بسبب انعكاس ظلال الأشجار البلوط العملاقة عليها، ما يعطيها لونها الأخضر الغامق القريب من السواد، هذا في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فتتزين المنطقة في حلة بيضاء ناصعة ويتجمد ماء البحيرة، ما يعطي المكان رونقا آخر معاكس لما هو فصل الحر.
وتتسّع هذه البحيرة لممارسة الزوار لعدة نشاطات مفيدة، نذكر من بينها كل من رياضة ركوب الدراجات الهوائية ورياضة الجري أو المشي في المسالك الغابية، وكذا التخييم وسط الطبيعة، إلى جانب تناول الغداء بالقرب من البحيرة على صوت الطبيعة، مع إمكانية اكتشاف الموقع الأثري لقرية «مهاقة» الذي يرجع إلى الفترة الرومانية، والتقاط الصور وسط الطبيعة الساحرة للبحيرة والغابة المحيطة بها، وكذا اللعب مع القردة وإطعامها؛ ثم التأمل في الجمال الطبيعي لمحمية اكفادو. لا يمكن وصف حجم متعته، علما أن السياح صاروا يتزايدون كل سنة باحثين عن الراحة بعيدا عن ضجيج المدينة.
لن يندم أحد إذا نظم رحلة إلى ذلك المكان الجميل والتقط صورا وفديوهات، ثم نشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي للكشف عن مقاومات السياحة الجزائرية والمساهمة في الترويج لها.
————————
