الرفيس القسنطيني

طبق الغداء الفخم يرتبط بالمناسبات السعيدة

يعتبر طبق الرفيس القسنطيني من ألذ الأطباق القسنطينية التقليدية، علما أنه يختلف عن رفيس التمر الشهير في شرق الجزائر باسم «طمينة الغرس»، بل يعد من بين أحلى وألذ الأطباق على مائدة الجزائريين، لأنه يرتبط بالمناسبات السعيدة، وخصوصا الأعراس، ولأنه ليس سهل التحضير.
إذا إن حضور الرفيس القسنطيني، لا يتسنى في كل وقت على مائدة الجزائريين، على خلفية أنه يأخذ وقتا طويلا وجهدا كبيرا للتحضير، رغم أنه مع التطوّر التكنولوجي أصبح تحضير الرفيس القسنطيني أسهل وأسرع، حيث هناك الآن أفران سريعة لطهيه، وأجهزة آلية لتفتيته مثل الكسكسي، بينما كان في السابق يأخذ وقتا طويلا لطهيه باستعمال طاجين تقليدي ويتمّ الاعتماد على القوة العضلية لتفتيته باستعمال آلة معدنية تصنع من النحاس تدعى «المهراس».
 واللافت أنه يجب أو بالأحرى من المستحسن أن يتمّ تناول الرفيس القسنطيني مع الحليب. وجرت العادة في ولاية قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، أن يقدم الرفيس القسنطيني كآخر طبق في الغداء «الفخم»، الذي يلي حفل الزواج، وكان في السابق يكون عادة غداء يوم الجمعة، أي في اليوم الموالي، الذي كان في السابق يجب أن يكون يوم الخميس، وهو يوم العرس الكبير، وينظمه العريس وأهله، بينما تنظم العروس عشاء حفلها في اليوم السابق، أي يوم الأربعاء، ليكون يوم الجمعة يوم غداء مشترك بين العريس والعروسة، ولكن يجب أن يتم في بيت العريس، حيث يجلب أهل العروس معهم جزءا من الغداء.
ويكون الرفيس هو مسك ختام الغداء، الذي يشمل عادة الجاري الأبيض (أي شربة بيضاء دون طماطم)، وطبق رئيسي عادة ما يكون طبقا آخر رئيسيا بالمرق واللحم مثل طاجين الزيتون أو طاجين الشواء، وفي الأخير الرفيس، الذي يجب أن تكون محبا للأكل، حتى يتسنى للمتذوق تناول أكثر من صحن متوسط الحجم، على حلفية أن مذاقه حلو ودسم وثقيل على المعدة، بسبب المواد المستعملة في تحضيره من سميد وسكّر وسمن وعسل ومكسرات. ولهذا من المستحسن أن يتمّ تناول «بوسطية» رغم أن لذته تغري فعلا بالتهام المزيد منه، ويجب أن يكون تناوله مرفقا بالحليب، الذي يساعد في هضمه، وكذلك يزيد مذاقه لذة وحلاوة. ولحلاوته ولذته وحتى «ندرة» نزوله ضيفا على موائد الجزائريين، فإن الرفيس القسنطيني ربما أكثر الأطباق الجزائرية التي ينصح بتجريبها ولو مرة واحدة في على الأقل، إنها تجربة جيدة لا يندم عليها أبدا.
وبخصوص مقادير تحضيره فيجب توفير، مقداران «أي كيلتين» من السميد مع مقدار واحد فقط من الزيت وملح وسكر خشن وآخر ناعم وملح وعسل وزبدة، وماء ورد وماء عادي، بالإضافة إلى الحليب واللبن.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024