تدفق على شاطئي كيتاني وقاع الصـور بـباب الوادي

فضـاء لعائــلات تبحث عـن الراحة والمتعـة بأقــل تكلفــة

استطلاع: فضيلة بودريش

يعد من أشهر وأقرب شواطئ العاصمة من الأحياء الشعبية وعدة بلديات، كما يعد قبلة للعائلات التي تصطحب أطفالها للسباحة وقضاء يوم منعش وممتع بين رمال دافئة ومياه تزيل عن أجسادهم الصغيرة لفح حرارة الشمس وفرصة للاستجمام واللعب، علما أنه يمكن للأطفال الاختيار بين الشاطئ أو المسبح، والجميع دون شكّ يفضل أن يتذوق المتعة بين هذا وذاك، فكيف يجد المصطافين هذا الشاطئ العاصمي..؟ علما أنه يزيّن وجهة المدينة ويتواجد بالتحديد في باب الوادي الشهيرة بشواطئها المتعددة والمثيرة والجذابة على غرار شاطئ «قاع الصور» النظيف والفاتن، لكن غمقه يخيف الأولياء على أطفالهم من خطر الغرق.

كانت جولة صيفية خفيفة، اكتشفنا فيها تعطّش العائلات لمثل هذه الخرجات البحرية التي يتخلصون فيها من تعب سنة كاملة، وبحثا عن راحة يستعيدون بها حيويتهم ونشاطهم وافتكاك متعة لا توجد في الصيف إلى على شواطئ ناعمة.
واجهة هادئة ومريحة
انتقلت « الشعب» إلى شاطئي «كيتاني» و»قاع الصور»، ورصدت هذه الانطباعات الحية، حيث اعتبرت السيدة «زهور.ب»، التي تقطن بحي القصبة العتيق، «موظفة وأم لأربعة أطفال»، أن الجميل في شواطئ بلدية باب الوادي التي تعد مقصدا لعديد من بلديات العاصمة أي وسط وشرق وجنوب وشمال العاصمة وحتى غربها، أنها غير مكلفة، فالنقل عادة يكون عبر المترو أو الترامواي أو الحافلة وحتى مشيا على الأقدام بالنسبة لعديد البلديات القريبة، بالإضافة إلى إمكانية إحضار وجبة الغداء من المنزل وقضاء يوم مميز، في ظل متعة الأطفال، حيث يجدونها دون شك في السباحة واللعب برمال ذهبية، وتحدثت هذه السيدة عن تفضيلها لهذا الشاطئ لأنه قريب من منزلها، أي في أقل من عشر دقائق مشيا على الأقدام رفقة صغارها تصل إلى الواجهة البحرية الهادئة والمريحة، وتحضر خلال فصل الصيف ثلاث مرات أسبوعيا، حيث تسطّر لأطفالها برنامجا دقيقا وفق وجبات منتقاة من «البيتزا» إلى فطائر محشوة بالبصل المقلي الممزوج بالطماطم إلى ساندويشلت البطاطا المقلية والجبن، وما إلى غير ذلك من وجبات صيفية خفيفة غير مكلفة في ظل الغلاء، لدى المطاعم القريبة المحاذية للشاطئ.
المضاربون متواجدون بالشواطئ
انتقلنا للحديث مع عائلة أحمد بادي، الذي وجدناه رفقة زوجته وثلاثة من أطفاله، وأبدى هذا السيد بشكل صريح تذمرا من إقدام بعض العائلات على رمي الفضلات على الشاطئ، وأحيانا داخل مياه البحر، وقال بأنه معلم ويقطن بحي «رويسو»، يأتي نهاية كل أسبوع رفقة أسرته، تلبية لطلب أطفاله المولعين بمشاهدة البحر والسباحة في مياه منعشة، وعبّر عن استيائه لغلاء بعض الحلويات وكذا المحاجب والعصائر التي يشتهيها أطفاله، ويضطر إلى دفع ثمنها مضاعفا مقارنة بسعرها في المحلات، ولم يخف أن علبة صغيرة من البسكويت من المفروض أن ثمنها لا يتعدى حدود 20 دج، لكن البائع يستغل فرصة استجمام العائلات ويسرق منهم ثمنا مضاعفا أي 40 دج، لأنه يدرك بأنهم مجبرين على شرائها تحت إلحاح الأطفال، بينما حلوى «بينيي» فسعرها يصل إلى 50 دج، وقال إن هذا السعر كذلك مبالغ فيه، وعلق في عبارة لا تخلو من السخرية «لقد لحق بنا مضاربو المناسبات من التجار إلى الشواطئ». واغتنم الفرصة، ليوجّه انتقادات لاذعة لعدة عائلات وأفراد لا يحترمون النظافة، حيث يلقون بقارورات الماء بعد شربه على تلك الرمال الذهبية الناعمة، والبعض الآخر يلقى بفضلات الفواكه وأكياس بلاستكية ملونة، تكشف عن وجها قبيحا غير متحضرا على حدّ تقديره.
الحذر من التسممات الغذائية
وليس بعيد عن أحمد، كانت جوهرة عفرون، تتربع في جلستها على قطعة قماشية بدل كرسي رفقة طفليها «بنت وولد يبلغان من العمر 8 و7 سنوات، تقطن بمدينة باب الوادي، وتأتي إلى شاطئ كيتاني، وتعتقد أنه في حاجة إلى تنظيم ورقابة أكبر من أجل ردع المخالفين، بسبب تخوفها من الأغذية التي تباع على الشاطئ مثل المحاجب وقطع البيتزا المنزلية خوفا من التسممات الغذائية، واعترفت أنه لا يمكنها كلما تحضر إلى الشاطئ، تأجير شمسية بسعر 300 دج وطاولة وثلاثة كراسي بسعر 600 دج، أي تقريبا إجمالي المبلغ الذي تنفقه في هذه الأخيرة يصل إلى 1000 دج، ناهيك عن المشروبات والماء والسندويشات التي تقوم بتحضيرها في المنزل، حيث لا يمكنها تحمّل كل هذه المصاريف الإضافية، خاصة أن الدخول المدرسي يحتاج إلى القيام بإدخار مبلغ معتبر لاقتناء الكتب والملابس والأدوات المدرسية.
قاع الصور.. جمال ونظافة
أسرة أخرى حضرت فيها شابتين، ويتعلق الأمر بكل من هند ونسرين طاجين تبلغان من العمر 22 و17 سنة أحضر أخويهما الصغيران، فهد وأمجد حيث يبلغان 13 و10 سنوات، أكدتا أنهما تفضلا المسبح المجاور للشاطئ لأنه أكثر أمانا وأكثر راحة واطمئنانا، لكن تكلفة المسبح ثقيلة على ميزانية هذه الأسرة، لأنه يفرض على الأطفال دفع ثمن 100دج بينا للبالغين المرافقين 200 دج رغم أنهم لا يسبحون مع الأطفال واعتبرتا ذلك إجحافا في حق الزبائن، خاصة أولئك الذين يحضرون مع 5 أطفال وبرفقة الأب والأم، فإن الثمن يكون باهظا بالإضافة إلى سعر المشروبات والحلويات، تحدثنا إلى عون في المسبح وأخبرنا بأن القانون الداخلي للمسبح ينص على ذلك.
وهناك من يفضل التوجّه إلى شاطئ «قاع الصور» القريب من شاطئ كيتاني والذي لا يعرفه الكثيرون، علما أنه شاطئ نظيف وجميل ويستقطب العديد من عائلات بلدية باب الوادي، ويذكر أنه تمّ افتتاحه العام الماضي، غير أن بعض العائلات تخاف على أطفالها من السباحة فيه، لأنه شهير بعمقه، حيث قالت السيدة مريم جنوحات أم لخمسة أطفال، أنها تفضل الحضور على الساعة السابعة والنصف صباحا إلى شاطئ قاع الصور للاستجمام مع صغيرها آدم ولبنى قبل مجيئ المصطافين تجنبا للاكتظاظ، لكن بما أن أعوان الحماية المدنية لا يحضرون إلى عندما يكثر عدد المصطافين أي في حدود العاشرة صباحا، فهي تخاف على غرق صغيرها وتجد نفسها مجبرة للتوجّه إلى شاطئ كيتاني، وبدورها ترى أنها في غنى عن كلفة المسبح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024