جيجـل وجهة سياحية متلألئة وجذابـة

مدينـة الشواطـئ الصافيـة والكنوز الطبيعيــة المدهشة

تعد واحدة من أجمل المدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط، والزائر إليها يجدها تتمتع بوجهات سياحية متعددة تكتنز كنوزا طبيعية مبهرة على اعتبار أنها تضم أفضل الأماكن والمناطق السياحية الطبيعية، بفضل موقعها الاستراتجي في الشمال الشرقي من الجزائر، حيث يمتد ساحلها إلى ما لا يقل عن 120 كلم، وتتسم بزرقة مياه شواطئها، وجمال رمالها.
إن تاريخ جيجل قديم وضارب في التاريخ حيث يعود إلى العصور الأولى، والشاهد على ذلك مختلف الآثار والبقايا الأثرية على قدم المدينة وتوغلها في التاريخ، خاصة مع اكتشاف علماء الآثار أن الإنسان البدائي قد عاش في المنطقة خلال العصر الحجري حوالي 10.000 سنة قبل الميلا، بل هناك الكثير من المعالم السياحية شاهدة على عراقة تاريخ المدينة، بينما من أهم الحضارات التي مرت بها جيجل نذكر المرحلة الفينيقية والمرحلة الرومانية، إلى جانب الاحتلال الوندالي، مرورا بالمرحلة البيزنطية، وصولا إلى المرحلة الإسلامية، ويليها الحقبة العثمانية، ثم الاستعمار الفرنسي.
أسرار الجزر الخفية
يتواجد بولاية جيجل على طول ساحلها 54 شاطئا، منها 34 مفتوح للسباحة، وتمتد هذه الشواطئ بين زيامة منصورية شرقا إلى غاية واد الزهور غربا، من ناحية أخرى تتخلل هذه الشواطئ عدة غابات رائعة مريحة للزائرين، وممتعة للعائلات و أطفالهم، بالإضافة إلى الكهوف العجيبة التي اكتشفت سنة 1917م. والتي تحتوي على منحوتات من إبداع الخالق لا وجود لنظيرها في العالم.
يذكر أنه ما يزيد من روعة الشواطئ الجيجلية، وجود بعض الجزر مقابلة للساحل، حيث أن أكبرها هذه الجزر يقع في العوانة بمساحة 06 هكتار والتي يطلق عليها جزيرة «الدزيرة».
يعود تاريخ اكتشاف الكهوف العجيبة إلى سنة 1917م أثناء شق الطريق الوطني رقم 43. هذه الكهوف تقع على بعد 35 كلم من مدينة جيجل بين العوانة وزيامة منصورية، وتعتبر من أروع الأماكن الطبيعية التي يمكن الاستمتاع بزيارتها مما تحتويه من أشكال غريبة، وعجيبة، تشكلت على مرّ ألاف السنين وهي عبارة عن نوازل وصواعد كلسية، ويمكن القول أن بعض هذه المنحوتات مشكل على صورة معالم معروفة، مثل برج بيزا المائل، قصر الكرملين أو أشياء مثل كأس العالم.
بينما غار الباز، يعد عبارة عن مغارة واسعة تشكلت بفعل الطبيعة، تقع على الطريق إلى بلدية زيامة منصورية، ما يميزها هو روعة المنحوتات الطبيعة، تم افتتاح هذه المغارة سنة 2006 م، وذلك بعد تهيئتها وإقامة تماثيل للحياة التي وجدت خلال العصور الحجرية، حيث تحتوي المغارة على عدة أشكال من التمثيل كالإنسان البدائي والدينوصورات، إضافة إلى طيور الخفافيش الحي، والمغارة مزودة بإنارة خاصة لتعطي صورة رائعة للزائر عن فترة ما قبل التاريخ.
تقع غار الشتى، المغارة إلى أعلى جبال جيملة، حيث يعتبر من أطول الكهوف في جيجل، داخل الكهف متشكل من صواعد ونواصل طبيعية، يحتوي غار الشتى على عدة مداخل، وقاعة واسعة جدا تحوي أشكال كلسية عجيبة.
منارات الأساطير الحيّة
أما المنار الكبير يعتبر من أروع الأماكن التي يمكن زيارتها في جيجل، حيث يتميز محيط المنار بالاخضرار وزرقة البحر والجو الهادئ حيث تقع في أعلى راس العافية، التي تبعد حوالي 06 كلم عن مدينة جيجل. يعتبر المنار أكبر، وأقدم منارة في الساحل الجزائري. تم بناء هذه المنارة، سنة 1867م، من طرف الفرنسي «شارل سالفا». المنار يمكن مشاهدته من طرف السفن على بعد 45 كلم في البحر، المنارة تتميز بلون قبتها الأحمر الذي يعطيها جمالا لا مثيل له. المنارة تحوم حولها عدة أساطير وحكايات مثل لالة عيشة، مقعد القبائل، وأسطورة صخرة السكة في حين حديقة الحيوانات، هي كذلك من أجمل الأماكن في جيجل لقضاء وقت ممتع خصوصا مع العائلة و الأطفال. حيث تقع في كيسير ببلدية العوانة. هذه الحديقة فتحت أبوابها سنة 2006 م، وما يميز الحديقة عن غيرها وجود حيوانات نادرة ومحمية، حيث تتنوع ما بين طيور جارحة وحيوانات من مختلف القارات، وتحوي الحديقة معرضا للحيوانات والطيور المحنطة، مثل الدببة والتماسيح والأفاعي.
تجلب الحضيرة الوطنية تازة الكثير من الزوار للترفيه و الاستمتاع بأجمل الأوقات، وذلك لتميز وجمال غابات الحضيرة، والتي تتربع على مساحة 3.807 هكتار. تحوي الحضيرة على عدد لا يحصى من الحيوانات والنباتات وهو ما يجعل من السائح يقضي أروع اللحظات بين أحضان الطبيعة الغناء و زرقة البحر. بينما من أجمل المناطق في جيجل، حيث تتميز بكثافة النباتات والأشجار والتنوع البيولوجي. المحمية في الأصل عبارة عن منطقة رطبة على ساحل بلدية خيري، وتبعد 32 كلم عن جيجل المدينة.
بحيرات توفر الاستجمام
يذكر أن هناك ثلاث بحيرات في جيجل، وهي بحيرة بني بلعيد (دائرة العنصر): وتحتل حوالي 120 هكتار ويحتوي على أكثر من 23 نوع من الطيور. وهو معروفة العالمي. وإلى جانب بحيرة غدير بني حمزة (القنار دائرة الشقفة): وتبلغ مساحة حوالي 36 هكتارا وبها ما لا يقل عن 32 نوعا من الطيور وبالإضافة إلى بحيرة غدير المرج (الطاهير): تتميز هذه الأخيرة بجمالها الفريد وتتربع على مساحة  05 هكتار. تعتبر البحيرات من أهم المقاصد التي توفر الاستجمام والراحة لكل زائر خصوصا في فصل الصيف.
يقع منبع المشاكي المعروف بعين المشاكي في أعالي بلدية سلمى بن زيادة، غير بعيد عن الطريق العام. حيث تبعد حوالي 62 كلم عن مدينة جيجل هي أحد الألغاز الطبيعية التي تزخر بها هذه الولاية. وعند الدخول إلى مدينة جيجل أول ما سوف يقابلك هو سفينة بابا عروج. هذا المعلم السياحي يبرز مدى ارتباط أهل جيجل بتاريخهم، حيث تذكر السفينة بالقائد العثماني بابا عروج الذي حرر جيجل من الإسبان. وتمثال الصياد «الكوجاد»» أحد رموز مدينة جيجل، التمثال يتوسط ساحة الجمهورية، أمام مقر بلدية جيجل. التمثال يفرض نفسه على الزائرين للمدينة ويذكرهم بعراقتها وارتباطها بالبحر منذ ألاف السنين، والتمثال مصنوع من معدن البرونز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024