كعك تلمسان، من الحلويات التقليدية التي لا يعرفها الكثير من الجزائريين، رغم أنها مشهورة جدا بمدينة تلمسان، إذ أنه لا يعقل أن تخلو مائدة القهوة التلمسانية منه ويستقطب السياح من المناطق المجاورة وحتى من الخارج لمذاقه الرائع الذي لا يقارن!
يحضر كعك تلمسان بالفرينة والبيض والسكر والزيت والماء وماء الزهر، لكن خصوصيته تكمن في أن التلمسانيين يضيفون إليه توابل خاصة، تمنحه نكهته ورائحته مميزة، بل وتكسبه فوائد صحية عديدة، ومن بين هذه التوابل، نذكر كل من الشنان، والتابل الرئيسي الذي يعطي الكعك مذاقه، يسمى بالفصحى الحندقوق (أو إكليل الملك)، وبالأمازيغية أكفيس، أشفيس أو تازومّارت، علما أنه مفيد جدا لأمراض الأوردة وانتفاخ الساقين، وإلى جانب ذلك مهدئ
ومسكّن، ويمنح عسلا ذا جودة عالية، لكن ينبغي أن نفرق بينه وبين نبات آخر نسميه العجرم أو أبلبال بالأمازيغية، أو ما يطلق عليه الشنان باللغة العربية الفصحى أو يصطلح عليه بحبة الحلاوى، وتسمى كذلك باللغة العربية اليانسون، حيث تعد مفيدة جدا لمعالجة القولون العصبي، وانتفاخ الأمعاء، وعسر الهضم، كما تعالج آلام الجهاز الهضمي والربو والتهابات المجاري التنفسية والصداع، وما إلى غير ذلك، وزريعة البسباس، تسمى النافع في تلمسان وغرب البلاد، ويطلق عليها في العربية بذور الشمر، حيث يتفق على أنها مفيدة لعلاج انتفاخ والتهابات الأمعاء، وخفض الكولسترول، وعلاج فقر الدم، وإلى جانب علاج ارتفاع ضغط الدم، مع تنشيط نمو الأنسجة، وتحتوي على مضادات للأكسدة.
أما بخصوص الجلجلان، يسمى السمسم بالعربية، جد غني بالفيتامينات والبروتينات والدهون الجيدة، ومزود بمضادات الأكسدة، يساعد على خفض نسب السكر والكولسترول في الدم، لكن قد يسبب الحساسية عند البعض.
يذكر أن بعض العائلات التلمسانية تحافظ على أسرار صنع الكعك التلمساني، الذي يجب أن يكون قاسيا، مقرمشا، وفارغا من الداخل، وبخصوص النجاح في تحضيره صعب جدا ويخفي أسرارا، مما جعل أغلب التلمسانيين يشترونه من متاجر متخصّصة في صنعه، تتواجد أعرقها في سوق المدينة العريق المعروف بالقيصرية، التي تستقطب المئات من الزبائن يوميا وخلاصة القول إنها حلوى تملك رمزية كبيرة عند سكان تلمسان وكل من يزور المدينة يرغب في تذوقه فيضطر لشرائه واقتنائه.
———————
