السياحــة الحموية بالجزائـر تحتـاج للترويج

متعــة واستجمام وعـلاج طبيعـي بتكاليـف منخفضــة

فضيلة بودريش

مع الاقتراب من نهاية موسم الصيف الحالي، يفضّل الكثير من الناس، خاصة أولئك الذين يقتطعون عطلتهم السنوية في شهري سبتمبر وأكتوبر التوجّه إلى الحمامات المعدنية التي يوجد عدد كبير منها في عدة ولايات، نذكر من بينها البليدة وعين الدفلى ومعسكر وخنشلة وبرج بوعريريج وبسكرة وورقلة وما إلى غير ذلك، وفعلا ثبت أنه خيار عدد لابأس به من الرجال والنساء من أجل الراحة والاستجمام وكذا بهدف العلاج بالمياه المعدنية الساخنة والدافئة والتي تمتص ألم المفاصل بطريقة طبيعية مدهشة وفوق ذلك تعالج عدة أمراض أخرى.

زخم كبير تزخر به السياحة الحموية بالجزائر، حيث تعد قبلة مغرية لدى الكثير من الجزائريين في مختلف مناطق الوطن، بل أن هذه الأخيرة لو يروج لها بالشكل الجيد يمكن أن تستقطب الملايين من السياح الأجانب نظرا لما توفره من مزايا مغرية من بينها الاستجمام والراحة وكذا العلاج من دون طبيب أو أدوية وفوق ذلك بكلفة بسيطة، ولعلّ أبرز الحمامات الشهيرة بالجزائر نذكر كل من حمام «الصالحين 1»  وحمام «الصالحين 2»، وبالإضافة إلى حمام «قرقور»  و»الدَّبَّاغ» أو «المسخوطين»  و»ريغة»، وكذا «ملوان» و»بوحنيفية».
يسافر جمال الدين كل سنة رفقة والدته الثمانينية إلى حمام بوحنيفية، ويختار الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر أو الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، لأن الراحة والعلاج بتلك المياه، قال إنها كفيلة بتخفيف ألم التهاب المفاصل لمدة سنة كاملة أو أكثر لوالدته، ولم يخف أن هذه الحمامات معظمها يوفر للزبائن ما يشبه «المنتجعات السياحية» وبأسعار منخفضة، ومقبولة لذوي الدخل المتوسط.
من جهتها السيدة بختة نواري تبلغ من العمر 58 عاما، قالت إن كلما سمحت لها الفرصة تتردّد على الحمامات المعدنية رفقة زوجها ووالدته، وأحيانا تتجه للحمامات القريبة، مثل حمام ريغة و حمام ألوان بحكم أنها تقطن بالعاصمة، لكنها تفكر بشكل جدي في تجريب حمامات أخرى سمعت أن العلاج بمياهها مدهش للغاية على غرار حمام «المسخوطين» كما يلقب عند الأغلبية.
وفند عصام مجبر الأربعيني، أن يقتصر الإقبال على الحمامات المعدنية على كبار السن، بل قال إن العديد من الجزائريين الشباب يرغبون في زيارتها خلال فصلي الخريف والربيع وهناك من يزورها حتى في فصل الصيف نظرا لأسعارها المعقولة لأنها توفّر المبيت والمأكل بشكل جيد، ونفى بالموازاة مع ذلك أن تكون الحمامات المعدنية قبلة فقط لمن حضروا للعلاج سواء من أمراض جلدية أو من الروماتيزم.
بينما سيدتين ويتعلق الأمر بفاطنة وسامية في منتصف عقديهما الخامس، تفضلان الحمام المعدني على البحر، لأنهما تجدن الهدوء والمتعة والاستجمام وكذا العلاج الطبيعي.
الجدير بالإشارة، فإن الجزائر مدركة لأهمية السياحة الحموية، وبما أنها تكتنز نحو ما لا يقل عن 200 منبع من «المياه الحموية الجوفية»، أي الساخنة في مختلف فصول السنة وتبقى درجة حرارتها مرتفعة حتى وسط الثلوج، ويمكن إنجاز المزيد من المحطات الحموية على مستوى هذه المنابع الحية والثمينة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024