البرنوس الجزائري

زي تقليـدي يحمـل قصّة عراقــة وكفـاح ثـــوري

تكشف أعراس الجزائريين ومختلف مناسباتهم حجم العراقة والأصالة التي يتمسكون بها، وكذا أزيائهم التقليدية التي تبهر كل من يشاهدها، فنجد على سبيل المثال البرنوس، حيث يعد لباسا تقليديا جزائريا يرتديه الرجال والنساء، وكان في القديم شائعا أكثر من الوقت الحالي، حيث ترتديه المرأة عند خروجها من بيت أبيها متجهة إلى بيت زوجها، سواء فوق الفستان الأبيض أو البدرون أو أي لباس تقليدي أساسي في أي منطقة وحتى عصري أي فوق الفستان الأبيض، أو الفستان العصري.

إذا يخفي البرنوس في جميع الأحوال أغلب الألبسة التي تخرج بها العروس من بيت أهلها، ويكون البرنوس في اللون الأبيض ويوضع على الكتفين مطروزا على الجوانب سواء بالخيط أو بالرسم، كما تغطي به العروس رأسها عند خروجها، كي لا تكون مكشوفة في موكب العرس، ويحمل هذا اللباس دلالات مستوحاة من رموزه متعددة التي تأتي أساسا على شكل حروف التيفيناغ إذا كان من منطقة القبائل، أو ورود بسيطة مع الأوراق، تغطيها ألوانه الزاهية المزركشة من القماش المعروف بتعاريج خفيفة، كما يتراوح سعر البرنوس الخاص بالمرأة العروس ما بين 20000 دينار إلى 40000 دينار، حسب كل منطقة وحسب شكل البرنوس.
أما عند الرجل فيكون البرنوس بالنسبة له رمزا للشهامة والقيمة والشموخ، حيث يرتديه في اللون الأبيض يوم عرسه، أي سهرة وضع الحناء، ويمكن له أيضا الدخول به مع زوجته في العرس، أما الألوان الأخرى كالأسود والبني فيرتديه الرجل في فصل الشتاء لشدة دفئه، خاصة في مناطق الهضاب والقبائل، مثل باتنة، سطيف، تيزي وزو، بجاية، البويرة، المدية..وغيرها من الولايات التي لا زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها مع مرور الزمن، رغم ثقل وزنه وغلاء سعره، إلا أن الجدات والأمهات في القديم هن اللواتي كن يطرزن البرنوس باليد لتقضي في صنعه مدة شهرين إلى 4 أشهر. وكان البرنوس الجزائري لصيقا بكفاح الشعب الجزائري، حيث أخفى المجاهدون تحته السلاح والذخيرة في عملياتهم الفدائية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024