حقائق عن السّفينة الجانحة «صوفيا»

شاطــئ الأشبـاح وطريـق المجهـول

 تصنّف السّفينة الجانحة صوفيا واحدة ضمن أشهر معالم الجذب في ولاية سكيكدة، فهي تقع على شاطئ قرباز، وترتبط برواية تاريخية شهيرة في المنطقة، ففي عام 2008، وبسبب عاصفة ضربت خليج قرباز، تعرّضت هذه السفينة للجنح وعلقت بين الصخور ولم تتمكن فرق الإنقاذ من سحبها، وتصادف وفاة رجل إنقاذ أثناء محاولته جرها إلى البر.

الزائر إلى مدينة قرباز التابعة لولاية سكيكدة الجزائرية، يبدو منظر شاطئ «صوفيا» كأنه ديكور لأحد أفلام الرعب الهوليودية أو أفلام القراصنة القديمة، شاطئ ساحر تتوسطه سفينة محطمة ارتدت الصدأ كأنها تريد أن تخدم الحبكة المنسوجة حولها.
إنقاذ وتقطيع
 تعود تفاصيل قصة السفينة الجانحة «صوفيا» لتاريخ مارس 2008، عندما طلب قبطان السفينة المالطية الإغاثة من البحرية الجزائرية بعدما عجز عن تحريكها، حيث ارتطمت قاعدتها بالرمل على مشارف شاطئ قرباز الكائن في مدينة سكيكدة، 500 كلم شرق العاصمة.
بينما أعاق الرمل تحرك السفينة التي كانت تحمل البضائع، رغم هيجان البحر يومها وعلو الموجات لما يزيد على 4 أمتار، تم إرسال سفينة إنقاذ لإخراج البحارة، الذين كانوا داخل السفينة ولكن سوء الأحوال الجوية أدى إلى غرق أحد المنقذين الجزائريين.
وقد اضطرت القوات حينها نظرا لتعقد الوضع، إلى تعزيز عملية الإنقاذ باستدعاء سفينة أكبر وطاقم آخر، ونجحت السفينة الأخيرة في إنقاذ السفينتين وكل من عليهما، وظلت السفينة المالطية «صوفيا» جانحة في مكانها رغم كل المحاولات لتحريكها، ومحاولة جرها نحو الشاطئ. وقد عمل طاقمان «مصري وهولندي» على تقطيعها لقسمين لتسهيل إخراجها لكن دون جدوى بل ازداد الأمر تعقيدا، وبقيت السفينة محطمة لقسمين في ذلك الشاطئ.
لعنة السّفينة
 تعدّدت الأساطير والحقيقة واحدة، حيث يروي بعض الشباب قصص رعب عاشوها خلال مبيتهم قبالة السفينة المحطمة، وحسب رواية فإنهم في إحدى الليالي التي خيم فيها ورفاقه بالشاطئ رأوا أضواء تنبعث من السفينة.
كما يتداول البعض غرق شاب حاول صعودها، في حين يروي آخرون رؤيتهم لأشخاص بأشكال غريبة يتجولون داخلها، وقصصا أخرى، منها ما يستوعبه العقل وأخرى تبدو مشهدا من مشاهد أفلام الرعب.
وهناك من نفى بشدة ذلك ووصفها بالإشاعات الكاذبة، مؤكدين إلى أن سكان المنطقة، أطلقوا تلك الشائعة على الشاطئ لتنفير زواره بسبب شعبية الشاطئ المفاجئة والكبيرة، التي أزعجت بعض السكان الذين تعودوا على الهدوء.
في حين لا يمكن للمقترب من «صوفيا» تجاهل الأصوات التي تصدر عنها بفعل المياه التي غمرت بعض حجراتها الصدئة، وصوت الريح الذي يدخل من الغرف ويخرج عبر النوافذ محركا شيئا من الخوف لدى البعض وكثير من شغف الاستكشاف لدى البعض الآخر.
وهناك من يعتقد أن المكان «كان مهجورا تماما قبل أن تجنح فيه صوفيا، هذه السفينة شدت الأنظار نحو هذا الشاطئ». في حين هناك من يعتقد كذلك أن «هذا الشاطئ كان يستحق أن يزال الخوف عنه لأنه في الحقيقة آمن»، وكسّرت هذه السفينة العزلة عن أحد الشواطئ العذراء الساحرة على الساحل الجزائري، الذي سمي على اسمها بعدما حمل اسم مدينة «قرباز» لعشرات السنين، وتتدفق اليوم العائلات الجزائرية نحو الشاطئ وتقطع المسافات راجلة للاستمتاع به، وقص حكاية «السفينة» على أطفالها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024