مازال سكـان بجايـة يتشبثون بهـا

عادات عريقة تعكس زخم الحضارات المتعاقبة

يطلق عليها منطقة القبائل الصغرى، ونقصد بذلك ولاية بجاية التي تعاقبت عدة حضارات على أرضها المتميزة، والتي تنام على خيرات كثيرة، مما جعل ذلك يظهر بشكل جلّي على تقاليدها الأصيلة والجميلة.

لتسليط الضوء على تراث بجاية العميق والغني، نقف في البداية على مطبخها الشهير، بأطباقها المتنوعةّ، كما يعرف سكان المنطقة أنهم يحضرون جميع أطباقهم باستعمال زيت الزيتون الذي يعتبر الدم الذي يجري في عروقهم، حتى أن نوعية زيت منطقة بجاية قد احتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني ويستعمل في تحضير جميع المأكولات منها البغرير، وكذا الخفاف الذي يحضر بالطول والنقاش والغريبية والكسكس الرقيق والبركوكس والمسمن، و»أغروم أقوران» وكسرة الشعير والدقيق، كما تحضر هذه الكيفيات في الأعراس والأيام العادية، وتعتبر هذه الأكلات، من أهم الأطباق المشهورة في المنطقة، ويروّج لها حتى خارج الوطن، خاصة أن منطقة القبائل الصغرى مشهورة بجودة زيتها وخصوصية أطباقها اللذيذة.
أما بالعودة إلى أفراح المنطقة، فإن الأعراس في مدينة  بجاية، تتميز بالحفاظ على التقاليد التي يتوارثها الأجيال أبا عن جد، رغم أن اللمسة العصرية حاضرة في مناسباتها، إلا أنها تختلف أيضا في كيفية صناعة اللباس القبائلي مقارنة بولاية تيزي وزو، فهي تتميز باستعمال اللون الأزرق في شراشف خياطة الجبة «الزقزاق»، الذي يرمز إلى زرقة بحر بجاية، أما اللون الذي يستعملونه في صناعة جبة تيزي وزو فهو اللون البرتقالي الذي يرمز إلى نبتة مشهورة في منطقتهم، حتى الشكل يختلف بعض الشيء في كيفية وضع الفوطة وزخرفتها، وهذا اللباس ليدي تلبسه المرأة في الأعراس خاصة إذا كانت ممتلئة على مستوى الصدر واليدين وأسفل الساقين، أما إذا كانت خفيفة وغير ممتلئة فتلبس في البيت في الأيام العادية، وذلك من أجل الحفاظ على هذا التراث كي لا يندثر بارتداء رمز المنطقة في كل الأوقات، ولوضع الاختلاف بين العصري والتقليدي فكلاهما مهمان بالنسبة للمرأة القبائلية، لكن يختلفان في نوع القماش الذي يستعمل الحرير في التقليدي و»الساتان» في العصري، دون الاستغناء عن حلي الفضة بكل أنواعه أيضا العصرية والتقليدية، بالإضافة إلى صناعة الجبة البجاوية، فإن المنطقة تشتهر بصناعة البرنوس، الزرابي وغطاء السرير المصنوع باليد والذي تنسجه المرأة لتزيين بيتها، وحتى العروس تأخذ معها هذا النوع من النسيج.
تخرج العروس في ولاية بجاية كباقي عرائس المناطق الأخرى تحت يد والدها بارتداء الحايك أو البرنوس، لكن تختلف في نقطة مهمة عند دخولها إلى بيت زوجها، هناك تقاليد وعادات تجسدها، حيث تشرب الحليب والماء ثم ترمي حبة بيض طازجة داخل ملابسها لتسقط على الأرض وتتكسر ثم تمر عليها، وتعني هذه الطقوس وسيلة من وسائل تجنب العين والحسد، وتحمل بعد ذلك غربال مليء بالحلوى والمكسرات وترميها على المدعوين، كما تقوم العروس بوضع الحنة مرتين، مرة في بيت أهلها ومرة ثانية في بيت زوجها، بإطلاق رصاص البارود المعروف في بجاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024