تحضر بطريقة تقليدية وبمنكهات طبيعية

أجبـان حمـام ملـوان اللذيـذة تستهـوي السُيّـاح

البليدة: أحمد حفاف

تُشكل المأكولات التقليدية أداة جذب سياحية مثل الصناعة التقليدية في بلدية حمام ملوان التي يزورها السياح على مدار السنة، ويزداد الإقبال عليها خلال فصلي الربيع والصيف من قبل هواة السياحة الجبلية.

ومن بين هذه المأكولات التي أصبحت تجلب اهتمام السياح، الجبن المُحضر بطريقة تقليدية من قبل العائلات، والذي بات يعرض على طاولات على حافة الطريق الرئيسي وسط البلدية السياحية، أي بمحاذاة الحمام المعدني التي يقصده البعض للعلاج.
ويعتبر الجبن التقليدي من المأكولات الجزائرية الأصيلة التي كانت تُعرض في الأسواق قبل أن تختفي بسبب ندرة الحليب، أي بعد تراجع نشاط تربية الحيوانات في الأرياف والأماكن الجبلية خلال فترة التسعينات ومطلع الألفية الثالثة.
وخلال العقدين الأخيرين أصبحت مادة الحليب متوفرة بعد انتعاش نشاط تربية البقر والماعز في الأماكن الجبلية، الأمر الذي أتى بالإيجاب على صناعة الأجبان التقليدية، فازدهرت هي الأخرى وأصبح تشكل مصدرا للاسترزاق وتجذب السياح أيضا.
تطوير الفلاحة أنعش النشاط
وعن ازدهار صناعة الأجبان اللذيذة في حمام ملوان يقول أحد الفلاحين: «من الواضح أن صناعة الأجبان تطورت في السنوات الأخيرة بفضل تطور النشاط الفلاحي في المناطق الجبلية، فأصبح من الممكن إنتاج أكبر كمية من الحليب ومشتقاته مثل الجبن والزبدة».
 ويقول أحد بائعي الجبن التقليدي: «لقد انتعشت صناعة الأجبان بعد استتباب الأمن في المناطق الجبلية وعودة الفلاحين إلى أراضيهم التي تركوها خلال فترة التسعينات بسبب الأزمة الأمنية التي عرفتها بلادنا».
 وتابع محدثنا قائلا: «في السنوات الأخيرة انتعشت تربية الحيوانات لا سيما البقر والماعز وأصبح من السهل الحصول على كميات كبيرة من الحليب وبأسعار مقبولة لننتج منها مختلف الأجبان التي أنتم ترونها معروضة هنا للبيع «.
منكهات ونباتات عطرية
وتعدت شهرة الأجبان المعروضة في حمام ملوان حدود ولاية البليدة، فأصبح السياح يقصدون المنطقة من أجلها يقول هذا البائع، ولذا تعمل العائلات التي تمتهن تحضيرها في تحسينها بنباتات عطرية مثل: «الزعيترة» التي تعطي ذوقا لذيذا. وأصبح تحضير الأجبان وبيعها مهنة لكثير من العائلات تسترزق منها، ولذا بات ضروريا تحسين أدائهم يقول أحد الباعة المخضرمين: «نحرص على إنتاج الجبن بطريقة طبيعية باستعمال وصفات تقليدية بإدخال بعض المنكهات من أعشاب وسوائل مثل زيت الزيتون».
 وتابع في هذا الصدد: «نعمل على توفير أجبان بأذواق مختلفة لإرضاء الزبائن، وفي الفترة الأخيرة يعرض الباعة أنواع جديدة مثل الجبن المعد بالثوم والزعتر، والجبن الحار وجبن الزيتون، وجبن الماعز بالزعيترة، والجبن المخلوط بالفلفل «.
من اللبن إلى الجبن
ويتحدث هذا البائع عن تجربته في تحضير الجبن بالقول: «في السابق كانت العائلات تُحضر الأجبان بالمنازل في شكل دائري على ورق التين أي ما يُعرف بالجبينات والذي كان يُحضر من حليب الماعز، وبعد تراجع تربية هذا النوع من الأنعام، أصبح الجبن يٌحضر بحليب البقر والذي يطلبه المصابين بالأمراض المزمنة، لأنه خال من أي مٌنكه».
 وأضاف المتحدث :»بدأت نشاطي ببيع اللبن في هذا المكان في سنة 2003 أي بعد تحسن الأوضاع الأمنية التي سمحت بانتعاش السياحة هنا في حمام ملوان، وفي ذلك الوقت كنت عاطلا عن العمل».
وتابع: «بعد الإقبال الكبير على اللبن من قبل الزوار، فكرت في تطوير نشاطي في محل خاص بلبن البقر، ثم بدأت في تحضير الأجبان تدريجيا وبطريقة طبيعية خالية من أي مادة كيماوية، ونستعمل فقط الثوم وزيت الزيتون وملح الطعام».
وأكد ذات المتحدث بأن تحضير الجبن بطريقة طبيعية هو سر الإقبال عليه من قبل الزبائن، مشيرا إلى أن باعة الجبن في حمام ملوان، يمنحون الزبائن خدمة التذوق التي تسمح لهم بتذوق المنتوجات واختيار أفضلها، وبالإضافة إلى ذلك يمكنهم تناول وجبة غذائية في محلات خاصة ببيع الأجبان والخبز التقليدي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024