محزمة «اللويز» تاج لا يستغنى عنه

تضفــي أناقـة وهيبــة للمـرأة الجزائريـة

تمثل الإكسسوارات التقليدية جزء من التراث الجزائري ورمز من رموز ثقافة مجتمعنا وتضرب جذورها عبر التاريخ، ليحافظ سكان كل منطقة عبر ربوع التراب الوطني على تقاليدها دلالة على هويتها، وتظهر تلك العادات بالتحديد في المواسم والأفراح.
من بين الاكسسوارات التي تتزين بها المرأة الجزائرية خاصة في منطقة الشرق، نذكر «محزمة اللويز»، وهي عبارة عن مجموعة قطع من الذهب على شكل قطع نقدية تتميز بكثرة الزخارف والنقوشات ومصنوعة من الذهب الخالص، حيث تسعى الأمهات، منذ صغر بناتها على جمع الأموال «الفرنكات»، كما يقال لها لتشتري في كل مرة قطعة من اللويز، التي يكون وزنها، بداية من 1غ إلى 5غ بحسب المستوى المعيشي للعائلة، خاصة في منطقة قسنطينة، عنابة وسطيف، لأن المحزمة لا تقتصر على الأغنياء فقط فحتى الطبقة المتوسطة، تكتنز مجموعة من الأموال كي تقتني هذه القطعة الثمينة لكل بنت في العائلة، ولو استدعى الأمر أن تقوم الأم بشراء ذهب اللويز بالتقسيط وتقديمه لابنتها يوم زفافها، إذ يعد في عرف منطقة الشرق عدم ارتداء العروس لهذه المحزمة أمرا غير مقبول يجعل أقل شأنا من الأخريات، ويمكن تقسيم المحزمة على نوعين، نذكر من بينها محزمة اللويز، أي حزام من دنانير الذهب وتكون دنانير بحجم الاورو أو الفرنك سابقا، ومرسوم عليها القيصر لويس ومن هنا تفرع اسمها لويز.
ومحزمة الدولارة، أي حزام من دولارات الذهب الأصفر أكبر حجم بكثير، رغم أنه مرتفع الثمن إلا أنه الرائج والمطلوب بكثرة. أما فم المحزمة فهي بأشكال وأحجام مختلفة توضع على حافتي المحزمة كي تفتح وتغلق منها، إضافة إلى الروابط التي تربط بين كل قطعة نقدية، وهكذا تتشكل المحزمة من اللويزات أو الدولارات زائد فم المحزمة إضافة إلى «الكروشيات» أو السنانير.
رغم ارتفاع سعر الذهب الذي لا ينزل عن10 آلاف دج للغرام الواحد في فصل الشتاء، و 12 ألف في فصل الصيف، إلا أن هذا الاكسسوار التقليدي لا يكاد يخلو من كل بيت في الشرق الجزائري، إذ تعتبر المحزمة باهظة الثمن يتراوح سعرها ما بين 90 مليون إلى غاية 140 مليون سنتيم جزائري بحسب سعر غرام الذهب وبحسب النوعية والوزن المطلوب.
وترتدي المرأة المحزمة أو المشبكة مع لباس تقليدي محض، سواء المرأة المتزوجة أو العزباء، فالمتزوجة تركز على ارتداءه في التصديرة يوم زفافها مع اللباس السطايفي، العنابي، كوكتال، الفرقاني، الجيجلي، النايلي وغيرها مرفوقا بإكسسوارات أخرى مثل «الخلاخل، الأساور، كرافاش، السخاب» بحسب اللباس والمنطقة، وهكذا ترمز المحزمة إلى شهامة وأناقة المرأة الجزائرية، لأن الذهب كنز لوقت الشدة عندما تضيق بالعائلة من الناحية المالية يكون الذهب الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق المادي، كما يقال في المثل الشعبي «الحدايد للشدايد «.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024