عودة قوّية إلى تراث عريق

رواج كبير للأواني الطينية التقليدية بموسم الاصطياف

فضيلة بودريش

 

 

 

انتعشت في فصل الصيف، تجارة بيع الأواني التقليدية خاصة تلك المصنوعة من مادتي الطين والخزف، في ظل إصرار العديد من العائلات الجزائرية على العودة في تحضير بعض الأطباق إلى أواني طينية صحية وتقليدية، تعكس التشبث بالأصالة والحفاظ على التراث الثمين، أو تقديمها كهدايا للسياح الأجانب والمغتربين أو إرسالها إلى الخارج كتذكار من الجزائر.

كثيرة هي الأنامل التي تكد وتجتهد لتحافظ على الصناعة التقليدية العريقة، والتي من المفروض أن تسير في خط متوازي مع السياحة، بهدف الترويج لعراقة وجمال التقاليد الجزائرية، وكذا استحداث مناصب شغل للعائلات والأيادي التي تمتهن الحرف وتعتمد عليها في تأمين قوتها.
أكيد كلما اقتربنا من أماكن سياحية سواء جبلية أو حموية أو غابية على وجه الخصوص، نجد العديد من الحرفيين الذين ورثوا هذه المهنة العتيقة أبا عن جد سواء لدى النساء أو الرجال، يعرضون منتجاتهم سواء في محلات تجارية أو على قارعة الطريق، أوحتى في معارض صغيرة عادة ما تنظم على مستوى هذه المناطق الجاذبة للسياح من طرف غرف الصناعة التقليدية أو الجمعيات والبلديات، فالزائر لحمام ريغة أوحمام ألوان على سبيل المثال، يجد محلات عديدة، تمتهن فقط بيع كل ما هو تقليدي من أواني ومزهريات، وكذا لباس تقليدي نسوي ورجالي إلى جانب السجاد، فنجد إقبال عديد العائلات على شراء الأواني، من بينها «الطاجين» أو ما يصطلح عليهما بـ»الطواجن»، ليس لتحضير الخبز وحده، في ظل وجود صحون صغيرة مصنوعة من الطين يحضر فيها أطباق اللحم داخل الفرن، فبدل استعمال أواني من مواد أخرى، صارت الجزائريات تفضلن أواني الطين سواء القدر لتحضير «الشوربة» أو «الكسكسي» أو طبق «الشطيطحة باللحم»، وباتت تعتقدن أن الطبق يكون ألذ وصحي أكثر عندما تستعمل أواني الطين.
والمثير أن في هذه المحلات تجد كل ما يبهرك من أواني جميلة وبأحجام مختلفة حتى قارورات الماء الطينية، بدورها متوفرة و بأحجام متنوعة أي صغيرة وكبيرة، وتجد كذلك تلك الملاعق والصحون الضخمة المصنوعة من الخشب، وفي هذا الصدد قال أحد التجار والمدعو إسماعيل بن دايخة، أن الإقبال هذه السنة زاد كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية على الأواني الطينية حتى أن كل المخزون الذي حضره بموسمي الربيع والشتاء، يوشك على النفاد، وكشف أن العديد من السياح حتى أولئك المغتربين اقتنوا من محله عديد من الهدايا، تمثلت في مزهريات وأواني طينية جميلة، من أجل الاحتفاظ بها كذكرى أو استعمالها أو تقديمها كهدية للأصدقاء.
وما لفت أنظارنا أن عديد المطاعم المختصة في الوجبات التقليدية، على غرار الشخشوخة والحميس، وما إلى غير ذلك، صارت تحرص على أن تكون مائدة الطعام مزينة بأواني تقليدية طينية وخشبية تقليدية جميلة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024