إنه زي جميل وأصيل يعكس بألوانه الزاهية، جمال منطقة القبائل وخيراتها وطبيعتها الخلابة، إنه لباس المرأة الأمازيغية أو «جبة قبايل»، الذي تطور كثيرا وأدخلت عليه لمسة عصرية فصار أكثر جاذبية وكثير الطلب.
إذا الجبة القبائلية شهدت عدة تغييرات خلال السنوات الأخيرة واستقطبت اهتمام العديد من الجزائريات لارتدائها خلال مختلف الأفراح والمناسبات، فبعدما كان يقتصر لبسها على نساء متوسطات السن، حيث كانت تراها الفتيات على أنها لباس محتشم جدا وليس على الموضة للفتيات الشابات، وأن موديلات هذه الجبة لم تتغير كثيرا من قبل، ولم تكن لديها لمسة شبابية، حيث كانت التصاميم تقتصر على الزركشة بـ «الزيقزاق» من خلال ألوان متناسقة وجميلة، لكن هذا اللباس التقيلدي الأصيل، صار في الوقت الحالي لباسا أساسيا ترتديه العروس في التصديرة، مصحوبا بالحلي الفضي، والألوان الزاهية والمتنوعة والقماش الفضفاض، وتختار العروس الجبة القبائلية التقليدية الأكثر طرزا وامتلاءا، وهو لباس أصبح ضروريا للعروس حتى ولو لم تكن قبائلية الأصل.
الواضح أن الكثير من الفتيات قد وجدت لمستها الجديدة التي طرأت مؤخرا على الجبة القبائلية، حيث أصبح يرتديها الجنس اللطيف من مختلف الأعمار بموديل السهرات المستورة والمفتوحة، بالأكمام ومن دون أكمام أو بالضيق والفضفاض، بالفوطة وبدون الفوطة، باحثات عن الأناقة والأصالة والعصرنة في نفس الوقت، نجدها تغزو المحلات والأسواق باللون الذهبي والفضي للشابات، وكذا المزركشة الملونة للنساء، فالفوطة والمنديل والحزام هي إكسسوارات تضاف على الجبة حيث يمكن إضافتها أو الاستغناء عنها إذا أرادت الفتاة أن ترتديها بسيطة وغير مطرزة كثيرا.
وفيما يخص ثمنها، فإن الجبة التقليدية الأصيلة، تراجع ثمنها لأن الطلب عليها انخفض، لكنها لا زالت أغلى ثمنا عن العصرية، لأنه يستعمل فيها الكثير من الزخرفات وأغلبها مصنوعة باليد، وتختلف أيضا من جهة إلى أخرى في منطقة القبائل، ونذكر من بينها جبة «اواديين» بتيزي وزو، وتعد الأغلى ثمنا حيث قد يصل ثمنها إلى سقف لا يقل عن 20 ألف دينار، وتأتي بعدها الجبات الأخرى الخاصة بمنطقتي بجاية والبويرة، لكن الجبة ذات ألوان العصر والمصممة تصميما رائعا، فقد يصل ثمنها إلى حدود 7000 دج، فيما أصبح الحلي الفضي في الوقت الحالي يلقى كذلك إقبالا كبيرا عليه بما أنه أصبح ينسق مع الملابس العادية العصرية.
أما بالنسبة لخياطة الجبة العصرية، فقد تفننت الخياطات في تصميم الموديلات، بما أن الجبة أصبحت أكثر طلبا، وهي الآن تستوحي من عارضات الأزياء على مواقع الانترنت، خاصة موقع التواصل الاجتماعي «الفاسبوك»، حيث توجد صفحات خاصة بالجبة القبائلية وصفحات أخرى بملكة جمال القبائل وجرجرة، ويختلف ثمن خياطتها عند الخياطات بحسب رغبة الزبونة وكمية الطرز المستعمل إذا كان بسيطا أو ممتلئا، يصل ثمنها من 3000 إلى 8000 دج.
وتبقى الجبة القبائلية تشد الناظرين، وحاضرة في كل الأفراح الجزائرية سواء العصرية أم التقليدية، بموديلات راقية وأصيلة، وتمنح أيضا كهدايا لإسعاد الأشخاص المعجبين بها سواء داخل أو خارج الوطن.
———————
