جهاز العـروس..بـين الخياطـة والألبسـة الجاهـزة

خيـارات لتخفيــف الكلفــة أم «موضة» للتّألّـق؟!

فضيلة بودريش

 خيارات عديدة ومتنوّعة متوفّرة في السوق، يمكن للعروس الجزائرية أن تختار منها ما تشاء، لتبدو في عرسها في أحسن حلة وبكامل أناقتها التي تبهر القريب والغريب على حد سواء، ولا يقتصر جهاز العروس، كما هو معتاد ومتفق عليه، على ألبسة «التصديرة» وحدها، بل تشمل كذلك الأفرشة والملابس اليومية، لكن هل تختار الجزائرية الألبسة الجاهزة أم تلجأ إلى الخياطة؟

 كل واحدة وذوقها ورؤيتها لكل ما يعرض في السوق من موديلات وألوان، وهناك من تصر على الألبسة الجاهزة، بحجة أنها لا تثق كثيرا في الخياطة أو بالأحرى لافتقادها لخياطة ماهرة تضع فيها كامل ثقتها، وهناك أخريات يفضّلن الخياطة على الألبسة الجاهزة لعدة أسباب، نذكر منها ما يفرض على البدينات اللائي لا يجدن في السوق مقاستهن، إلى جانب أخريات يؤكدن بأن أسعار الألبسة الجاهزة، سواء تلك المخصصة للسهرات أو اليومية، باهظة الثمن مقارنة بتكاليف القماش والخياطة، وإلى جانب كل ذلك هناك من تضطر لضيق الوقت إلى خوض رحلة سريعة وشاقة لاقتناء كل ما تحتاج في ظرف قياسي.

ذوق وموديلات رائجة
 التقت «الشعب» ببعض العرائس اللواتي يحضّرن جهازهن، واقتربت منهن من أجل رصد انطباعاتهن، حيث تحدّثت إلى سمية عليان، مقبلة على الزواج في فصل الخريف، وستسافر مع زوجها إلى كندا، وطلبت منها أمّ زوجها أن لا تقتني أي شيء من الجزائر، بل وتكتفي بحقيبة سفر واحدة، من أجل أن تدّخر المال لشراء ما تحتاج عندما تستقر في كندا، لذا تحرص على اقتناء قطع جميلة ومحدودة من الملابس تبحث عنها في السوق، وتفضل أن تكون جاهزة، واكتفت بفستان واحد وردي، ستلبسه في يوم عرسها، وقالت إنها جدّ مسرورة لأنها لن تنفق الكثير من المال على «جهازها» كباقي الفتيات.
أما وسيلة بوعمرة، موظفة، تحضّر هذه الأيام لجهاز ابنتها، وجدناها متمسّكة بخيار الإقبال على الخياطة أفضل من الألبسة الجاهزة، لأنّ ذوق ابنتها صعب جدا، ولا تقبل أن تلبس موديلات رائجة في السوق، وتفضّل موديلا لم يلبسه أحد قبلها، سواء تعلق الأمر بألبسة الأعراس التقليدية على غرار «القفطان» و»الكراكو» وما إلى غير ذاك، لذا تتعامل في الوقت الحالي مع خياطتين، واحدة مختصة في خياطة ألبسة الأعراس والثانية تحسن خياطة الألبسة الجاهزة من فساتين وتنورات وحجابات، لذا تجدها تخوض رحلات تسوق مطولة ومرهقة في ساحة الشهداء، وبالتحديد في «زنقة لعرايس» للظفر بقطع قماش وأكسسوارات متفردة، وتارة أخرى تتجه إلى محلات شارع بلوزداد، لشراء أقمشة ذات جودة رغم سعرها المرتفع، لأنه حسب تقديرها لو تقع هذه الأقمشة في يد خياطة ماهرة سوف تحولها إلى تحفة أزياء نادرة وثمينة. ولكن حسب تأكيدها هناك العديد من الملابس تفضل اقتناءها جاهزة، لأن بعض الخياطات لا يمكن أن تنجزها بشكل جيد، خاصة ما تحلق باللمسات الأخيرة أو «لافنيسيو».

زمن الخياطة صار ذكرى..
حنان تحضّر بدورها لجهازها، وتصر على اقتناء كل ما تحتاجه من المحلات التجارية سواء من ألبسة يومية أو تلك المخصصة للأعراس، وتعتقد أن زمن الاعتماد على الخياطة ولى، لأننا في عهد التكنولوجيا، لا يعقل أن نذهب للخياطة لتأخذ المقاسات، ثم ننتظر مدة شهر لنرى ملابسنا، تقول أن كل شيء متوفر وبأسعار مختلفة حسب الجودة والنوعية، على سبيل المثال  لباس «الكاراكو» التقليدي، أو القفطان أو جبة قبايل وكذا فساتين سهرة مبهرة، يمكن لكل فتاة أن تعثر على موديلات جميلة وبألوان ونوعية قماش متنوعة. وكذّبت هذه الشابة أن تكون الأسعار خيالية لبعض الألبسة، لأنها ترى أن اقتناء قطعة قماش بثمن 10 آلاف دج، وتسديد ثمن أتعاب الخياطة، لن يكون في بعض الأحيان أقل من سعر يعرض في محلات بيع الملابس، وقالت أنها لا تتصور أن تطلب من الخياطة خياطة فستانا أبيضا، وتفضله أن يكون مستوردا من تركيا.

أنامل ساحرة
 من جهتها خياطة تدعى سامية بن دالي، قالت بأن بعض أنامل الخياطات مثل السحر، يمكنها أن تنقل أي موديل على الورق مطابق على القماش، وفوق ذلك لديها لمسة جذابة تنهي بها الفستان، فيصبح يضاهي ذلك المستورد، وأرجعت عدم إقبال بعض الفتيات بل الكثير منهن في الوقت الحالي على الخياطة، بسبب اقتحام خياطات غير موهوبات ولا يتقن الحرفة هذا المجال الواسع والمهم لانه يتعلق بأناقة المرأة وذوقها وكذا إطلالتها، حيث يقدمن خدمات رديئة مما جعل حسب تقديرها دائرة الرفض يتسع، وتساءلت هذه السيدة أنه في حالة عجز العديد من البدينات سواء شابات أو نساء في منتصف العمر في العثور على مقاستهن في السوق، والحل الوحيد لارتداء ملابس جميلة أضافت تقول في سياق متصل، أنه يوجد بيد الخياطات، بل ويتوقف عندهن مدى قدرتهن على إيجاد واحدة محترفة تتمتع بالمهارة الكافية.
فتاة أخرى تدعى مارية تبلغ من العمر 25 عاما، لم تخف بأنها لا تفكر أبدا في شراء فساتين التصديرة، بل يكفيها لباس واحد فقط لتحتفظ به كذكرى، وإنما تقوم بتأجير جميع الملابس لتخفض من التكلفة، وتفضّل اقتناء قطع حلي بهذا المبلغ المالي، حتى لا تبذر مالا على ملابس ربما لا ترتديها سوى مرة واحدة في السنة، ونفت أن المرأة لا تحتاج إلى الخياطة خاصة العروس، لأن بعض الموديلات وكذا الملابس التي نرغب في شرائها ولا نعثر عليها في السوق يجعلنا نتوجه إلى الخياطة رغم أنه يتطلب منا الانتظار مدة 15 يوما أو أكثر لنرى هذا اللباس، وقد يكون واسعا علينا أو ضيقا فنضطر إلى الانتظار أياما أخرى لكن ما باليد حيلة رغم أنه ما يعرض اليوم صار أجملا وأكثر إبهارا من الملابس التي تقوم الخياطة بخياطتها.
وخلاصة القول أن العروس الجزائرية في الوقت الحالي، باتت بين خيار اللجوء إلى الخياطة أو التوجه نحو محلات بيع الألبسة الجاهزة، إذن كلها تعد خيارات لتخفيض التكاليف لدى البعض من جهة، ومن جهة أخرى لدى البعض الآخر وما أكثرهن «موضة» للتألق بشكل جذاب في الأعراس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024