مياهه مباركة ومدهشة، تداوي الوجع وتخفف آلام المفاصل وتذيب الأمراض الجلدية، فكيف له أن يحمل اسم الحمام الملعون أو حمام المسخوطين؟.. بل إن هذا الحمام الأعجوبة الكائن بولاية قالمة، واسمه يثير الفضول، يلقب بعدة أسماء، أي حمام المسك والشلالة والدباغ والمسكوتين والمسخوطين، فتعددت أسمائه وبقيت فوائده ثابتة تستقطب محبي السياحة الحموية التي تنتعش مع حلول فصل الخريف.
حمام المسخوطين، عبارة عن حمام طبيعي وعين ماء حارة يقع في بلدية حمام دباغ في ولاية قالمة، يعود تاريخ استخدام الحمام إلى العهد الروماني في القرن الأول الميلادي وذلك لارتباطه بمدينة ثيبيليس (تيبيليس) الرومانية.
هناك من يصر على تسميته حمام المسخوطين وآخرون حمام دباغ أو حمام الشلالة، إنه حمام له زواره ومحبيه، يقع على بعد 25 كلم من ولاية قالمة شرق الجزائر العاصمة، ويجد العديد من المرضى العلاج الطبيعي التقليدي في هذه الحمامات المعدنية المنتشرة بكثرة، وهذا الحمام يتميز بالهدوء والجمال والمنظر الطبيعي الخلاب، علما أن شهرته عالمية، لأنه منطقة سياحية فريدة جدًا من نوعها حيث يتواجد في مكان رائع يمكن للناس التجول في أرجائه، لأن مياهه تجري على مجرى صغير متصل بالجبل الكلسي، بينما مياهه الطبيعية تنبعث من باطن الأرض من درجة حرارة 96 درجة مئوية وتتجاوز 6500 لتر في الدقيقة الواحدة، ولهذا فهي ساخنة جدًا، وقد افتكت المرتبة الثانية عالميا من حيث درجة الحرارة بعد براكين آيسلندا، ويعتبر في الوقت نفسه شلالا، لأنه يأتي على شكل مياه متدفقة ساخنة.
أما بخصوص سر تسمية الحمام المعدني، فهناك عدة روايات، والأولى تقول بأن إبن ملك تزوج من أخته فتم سخطه، ورواية أخرى أخرى متعلقة بالمكان، تنفي عنه تسمية المسخوطين وتؤكد أنها «المسكوتين»، في حين رواية ثالثة، تعتقد أن التسمية تعود إلى شراء المسك من فرنسا ليتم وضعه في خليط يُداوى به من يعانون من مرض الروماتيزم، بمعنى أن سكان المنطقة يرجعون التسمية إلى استعمال الإنسان قديمًا المسك مع الطين لمعالجة آلام المفاصل أي أن السكان القدامى كانوا يتداوون بالمسك والطين ولما احتل الاستعمار الفرنسي الجزائر، ومع صعوبة اللغة العربية عليه أصبحوا يقولون له مسكوطين وهكذا مع الزمان أصبح حمام مسخوطين.
