السياحة الداخلية شهدت انتعاشا غير مسبوق..

إقبال كبير على الشواطئ وانبهار بالغابات الخلابة

فضيلة بودريش

مرّ موسم الاصطياف في لمح البصر، والجميل أنه ترك وراءه تجربة سياحية مميزة، اتسمت فيها السياحة الداخلية بقدرة واضحة على رفع التحدي وجذب الملايين من السياح الأجانب، في ظل ما تتمتع به الجزائر من مقومات في صدارتها أزيد من 200 شاطئ متنوع، وكذا غابات كثيفة وشلالات وفنادق ومنتجعات سياحية ومغارات، فلا ينقص سوى المزيد من الترويج الذكي والصحيح لوجهة الجزائر، كقبلة مغايرة وفاتنة لاستقطاب أكبر عدد من السياح خاصة الأجانب في موسم الاصطياف المقبل، دون أن ننسى أن للجزائر مقوماتها السياحية في مختلف الفصول في ظل وجود الصحراء الرائعة والثلوج والحمامات المعدنية.

فضل العديد من الجزائريين هذه السنة، قضاء العطلة الصيفية بالجزائر، وهذا ما أنعش السياحة الداخلية بشكل لافت، فجعل سكان الشمال يتجهون شرقا أو غربا بينما سكان الغرب حضروا إلى الولايات الساحلية الوسطى على غرار العاصمة وتيبازة وبومرداس وبجاية وتيزي وزو، في حين تدفق سكان الجنوب على مختلف الولايات الساحلية، بحثا عن راحة واستجمام ونسمات منعشة تخفف عنهم الحرارة الشديدة التي تشهدها منطقة الصحراء خلال فصل الصيف، أما بعض سكان الشرق فاختاروا المنطقة الغربية.
يبدو أن جائحة كورونا غيرت الكثير من عادات وسلوكيات الجزائريين، لأنها جعلتهم متعطشين لمعرفة كل ما تكتنزه بلادهم من مناظر خلابة وشواطئ تستحق الاهتمام، وبالموازاة مع ذلك رفعت مختلف شركات الطيران الأجنبية أسعار تذاكرها إلى الضعف، مما جعل السفر خارج الوطن مكلفا، وهذا ما دفع بالعديد من الجزائريين إلى خيار السياحة المحلية، ويضاف إلى كل ذلك، تسخير الإقامات الجامعية وإقامة الشباب للسياح بثمن منخفض ومقبول.
والجديد في هذا الموسم كذلك، اختيار بعض الجزائريين للغابات لتمضية أمتع الأوقات، من أجل الظفر بأمسيات هادئة وأيام جميلة، يستمتعون فيها تارة بالمناظر الخلابة وتارة أخرى من أجل ممارسة الرياضة أو هوايات أخرى في هذه الفضاءات الخضراء الجميلة المتواجدة في الشرق والغرب والوسط، ناهيك عن انتعاش السياحة في عدة أماكن أخرى، مثل المتاحف والمعالم الأثرية التي تستهوي كثيرا الصغار والكبار، لذا تجربة هذه السنة، كانت مميزة وتشجع على توسيع نطاقها، وهذا من المفروض ما يدفع لإنجاز المزيد من المنتجعات السياحية والفنادق وتشجيع على تهيئة المنازل بأسعار معقولة، أي توفير الهياكل التي يمكن للمصطاف أن يقبل عليها رفقة عائلته، وبالتالي الاستمتاع بأيام صيفية ممتعة لا تنسى.
سجل حضور عدد كبير من الجالية الجزائرية بالمهجر هذه السنة بعد انقطاع سنتين من الجائحة، وهذا كذلك ما جعل السياحة الداخلية تنتعش، يضاف إليها قدوم العديد من العائلات الليبية، التي استمتعت كثيرا بتجربة اختيار الجزائر كوجهة سياحية مثيرة وساحرة، حيث هناك من فضلت زيارة العديد من الولايات دفعة واحدة، لتكتشف جمال الجزائر طبيعيا وخاصة كذلك في الجانب التقليدي، وكل ما يتعلق بالمطبخ والصناعات التقليدية، وهناك من إندهش عندما علم أن مدة شهر لا تكفي لزيارة على الأقل نصف ولايات الجزائر، بل وضرب موعدا خلال الموسم الصيفي المقبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024