الأعشاب العطرية مطلوبة بكثرة..

تجارة صغيرة مُربحة تستقطب الباعة الموسميين

فضيلة ب.

يمتهنها تجار صغار، لكنها تدر أرباحا على الفلاحين والباعة على حد سواء، وتحتل حيزا لافتا داخل الأسواق بفضل روائحها العطرة والقوّية، علما أنه لا يمكن تحضير أطباق تقليدية وحديثة من دونها.. إنها الأعشاب العطرية الخضراء الطازجة، وعلى كثرتها وتنوّعها، لا يمكن للمطبخ الجزائري الاستغناء عنها خلال أشهر السنة وخاصة في شهر رمضان، لتمنح الأطباق مذاقا ونكهة طيبة.

الإقبال عليها خلال شهر رمضان يزداد ويتضاعف، خاصة ما تعلق بالقصبر والنعناع والبقدونس والزعيترة والكرفص والبورو وأوراق الرند «الغار» والسبانخ.. الطلب عليها مستمر من الصباح الباكر إلى غاية المساء خلال شهر رمضان.. هذا ما أكده أحد التجار بسوق براقي..
 لم يخف الشاب حسن أن تجارته تنتعش خلال الشهر الفضيل، ويمكنه أن يجني أرباحا، لكن ما ينغص عليه فرحته بإقبال الزبائن، تلك المنافسة التي يفرضها تجار موسميين لا يمتهنون هذه التجارة سوى في شهر رمضان، بينما يكد طيلة السنة وينتظر شهر رمضان لتتضاعف مداخيله.
وقال حسن أنه يشتري هذه الأعشاب العطرية من سوق الجملة؛ لأنه يوجد فلاحين مختصين في زراعتها، وأحيانا يحاول تعويض خسارته بالسلعة التي ذبلت ببيع كميات أكبر في اليوم الموالي أي قبل غلق السوق، يحاول تخفيض ثمن كل باقة بالنسبة للبقدونس والقصبر والنعناع وكذا السلق.
وقفنا على إقبال كبير على طاولة هذا الشاب، بحسب ما أكدته العديد من الزبونات، لأن نوعية الأعشاب المعروضة ذات جودة عالية وحجم الباقة كبيرة وثمنها لا يتعدى 25 دج فقط، أي باقتين من هذه الأعشاب تسوق بسعر 50 دج، ويتوفر لدى هذا التاجر كذلك، باقات بحجم أكبر بسعر 70 و100 دج، وفوق ذلك يبيع الليمون لزبائنه بكميات صغيرة مثل ثمرة أو ثمرتين من الليمون بسعر منخفض.
وفي مكان آخر وعلى أرصفة واحدة من الطرقات، التقت «الشعب» ببائع يعرض كمية كبيرة من الأعشاب العطرية في مقدّمتها القصبر والبقدونس والنعناع، قال أن اسمه عبد الودود، وتعد هذه التجارة التي يعتقد الآخرون أنها صغيرة ولا قيمة لها، مصدر رزقه يعيل بها أسرة متكونة من زوجة وطفلين طيلة أيام السنة، فقط في فصل الصيف، يكون الربح أقل على حد تأكيده، لأن الأعشاب تتأثر بحرارة الطقس، ووجدناه يغطي كمية كبيرة من سلعته بقطعة قماشية سميكة مبللة بالماء، بينما يعرض باقات متنوّعة على المارة.
وقال إن هذه الأعشاب كما تحتاج إلى فلاح مختص في زراعتها، لأنها ينبغي أن تكون متوفرة في السوق من دون انقطاع في جميع فصول السنة، لذا يجب أن يسوّقها بائع يتحكم في كيفية بيعها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024