أسواق الرّحمة لشهر رمضان ببومرداس

مسـاحات تـنافـسية «قضـت» على أوهام المضاربـين

ز - كمال

 أحدثت أسواق الرحمة لشهر رمضان الفضيل بولاية بومرداس أجواء من التنافسية وسط التجار، وأولئك الذين كثيرا ما احتكروا بيع وتوزيع المواد الغذائية الأساسية ذات الاستهلاك الواسع إلى جانب الخضروات، فعلى الرغم من قلة التنوع في المنتجات المعروضة وقلة عدد الباعة في بعض الفضاءات، إلا أنها أثبتت مدى فعاليتها في إيجاد خيارات وبدائل للمستهلك الجزائري الذي سئم من مظاهر الجشع والمضاربة، وأيضا محاولة التوفيق بين ميزانية الشهر المحدودة، ومسؤولية توفير حاجيات عائلته اليومية.
تشكل المنافسة قاعدة أساسية لترقية مستوى الخدمات والمنتجات في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية، وباقي الأنشطة التجارية الأخرى للمؤسسات التي تتسابق على خدمة الزبائن واكتساب ثقتهم، مع التفكير الدائم في كيفية تحسين وتطوير المنتوج دون التأثير على الأسعار التي تبقى تشكل انشغالا كبيرا سواء للبائع أو المستهلك، الذي يضع صوب عينه هذا الهاجس منذ دخوله باب السوق، وتجواله بين رفوف المعروضات كسلوك فطري أو تصرف طبيعي للإنسان أو رب الأسرة المطالب بتسييره شؤون منزله بعقلانية تحت شعار «لا إفراط ولا تفريط».
وقد أعادت الأسواق الجوارية لشهر رمضان التي بادرت إليها وزارة التجارة وترقية الصادرات على مستوى كافة ولايات الوطن، البعض من رائحة و»بنّة زمان»، حسب تعليقات بعض المواطنين من كبار السن، الذين عاشوا مرحلة أسواق الفلاح و»المونوبري» وباقي مؤسسات التوزيع التي عرفتها الجزائر، منها ديوان الفواكه والخضر «أوفلا»، الذي ساهم بشكل كبير في تنظيم الأنشطة التجارية لهذه الشعبة وضبط الأسعار، مع مراعاة القدرة الشرائية للمواطن وضمان ديمومة المنتجات، وأيضا الحفاظ على المخزون الوطني من كل أشكال التبذير وسوء التوزيع، إلى جانب حماية المنتج أو الفلاح من تقلبات السوق لأنّ منتوجه وبكل بساطة يتم تسويقه بطريقة سلسة دون معاناة ودون وسائط وسماسرة المربعات التي تهمين على أسواق الجملة.
كما تحوّلت هذه الفضاءات التجارية المتواجدة في عدد من الدوائر، بداية من عاصمة الولاية بومرداس، خميس الخشنة، برج منايل، الناصرية، دلس وغيرها قبلة للمواطنين والعائلات التي وجدت فيها ملاذا لاقتناء مواد غذائية بأسعار معقولة مقارنة مع ما هو موجود في باقي المحلات ونقاط البيع مثلما وقفت عليه «الشعب»، مع تسجيل توزيع طبيعي لبعض المواد الأساسية التي عرفت اضطرابا وطوابير طويلة قبلة بداية شهر رمضان، منها زيت المائدة الحاضرة بصفة طبيعية في هذه الفضاءات الرمضانية، إلى جانب باقي المواد التي تلقى رواجا خلال هذا الشهر كمادتي السميد والفرينة، مشتقات الحليب وغيرها.
ويأمل المواطن أن تتوسّع مثل هذه الأسواق التجارية إلى كافة بلديات بومرداس، وتنال من باقي المناسبات الاجتماعية الهامة لمرافقة العائلات متوسطة ومحدودة الدخل وحمايتها من المضاربين والسماسرة، ودعمها بمختلف المواد والمنتجات، وتنويعها أيضا من أجل طرح خيارات للزبائن، وتجنب احتكار هذه الفضاءات من قبل نفس الباعة والموزعين، خاصة وأن هذه التجربة القصيرة بدأت تثبت فعاليتها في الميدان بعد النجاح الكبير الذي عرفته تظاهرة سوق الرحمة لبيع الأدوات المدرسية التي احتضنته مدينة بومرداس قبل الدخول المدرسي، لأنها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك «أن ظاهرة غلاء الأسعار التي مست مختلف المواد الغذائية والاستهلاكية في السابق، جزء كبير منها راجع للمضاربة والاحتكار لغياب الرقابة الصارمة والبدائل التجارية التنافسية الكفيلة بإعادة التوازن للأسواق».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024