عندما ترتفع أسعار ارتفاع «السردين»، لتتجاوز سقف 1000 دج للكيلوغرام الواحد؛ يدفع ذلك كثيرا من المواطنين إلى العزوف عن شراء هذا النوع من الأسماك التي كانت في زمن ما تلقب بـ»طعام الفقراء.»، ويبقى السبب الأول والاخير قلة العرض، وعوامل أخرى يشرحها ويوضحها الصيادون والقائمون على القطاع.
وأبرز مواطنون لـ»الشعب»، مكانة السردين محليا، كأحد أشهر الأطباق الشعبية التي ظلت تتسيّد كل الموائد، وحتى قائمة الأطباق المقترحة للضيوف والشهر الفضيل، لأسعاره المنخفضة، مقارنة بباقي أنواع السمك التي تشتهر بها المنطقة.
في ذات السياق، أكد محدثونا، أن التهاب أسعار المنتجات البحرية عامة، جعلها تغيب عن قائمة غذاء العديد من المواطنين، على الرغم من وفرة الثروة السمكية التي يزخر بها الساحل الوهراني.
من جهته، أوضح رئيس محطة الصيد البحري بأرزيو، بن صافي بومدين، أنّ غلاء أسعار «السردين» وغيرها من أنواع السمك الأزرق، خلال الفترة الحالية، يعود أساسا إلى نقص الإنتاج، بحكم أنّه في «غير موسمه».
وأفاد بن صافي، أنّ «الفترة الزمنية من منتصف شهر نوفمبر وإلى غاية شهر ماي، تتميز بانخفاض الكمية المعروضة عن الكمية المطلوبة من المنتجات البحرية»، مرجعا ذلك إلى برودة البحر والاضطرابات التي تؤثر على كميات الأسماك في البحر، وكذلك القدرة على صيدها.
وعاد بن صافي ليؤكد أن «موسم الأسماك السطحية، التي تعرف باسم السمك الازرق، ينطلق في شهر ماي، ليتواصل إلى غاية أكتوبر، حيث تشهد هذه الفترة وفرة كبيرة في هذا النوع من الثمار البحرية، وخاصة السردين».
وفي ذات الموضوع، أكد العديد من الصيادين، تناقص الأسماك، ابتداء من شهر نوفمبر وإلى غاية شهر أكتوبر، جراء تتنقل الأسماك السطحية وتقطع مساحات كبيرة من أجل الرعي، وأغلبها تدخل المحيط الأطلسي، على غرار السردين، اللاتشا والأونشوا والبونيط والسوريل، وغيرها، وفق ما أشاروا إليه.
وختاما، أوضح محدثونا أن فترة صيد السردين، من المواسم الهامة التي ينتظرها الصيادون، بعد موسم الشتاء الصعب شحيح العطاء، وكذا المواطنون، نظرا لاعتدال أسعارها بالمقارنة مع باقي أنواع الأسماك الأخرى.
الجدير بالذكر أن إنتاج وهران من الصيد البحري، بلغ في نهاية 2022 زهاء 7650 طنّا من مختلف الأنواع، في حين تمثل الأسماك الزرقاء السطحية أكثر من 80 بالمائة، والباقي من السمك الأبيض الذي يعيش في قاع البحار أو بالقرب منه.
وقد ارتفع العدد الإجمالي للمسجلين البحريين بنفس الولاية إلى 3850 مسجل، بكل الفئات والرتب (ربان سفينة، ميكانيكي، بحار)، فيما يتربع أسطول الصيد البحري على 144 سفينة على مستوى ميناء أرزيو و250 سفينة بميناء وهران، وذلك بمجموع 420 مركبة بحرية، يأتي على رأسها السفن المخصصة للحرف الصغيرة، يليها سفن السردين، فالسفن الجيبية.
