شهر رمضان أنعش سوقها

الأواني الفخارية..صحيّة بأسعار تنافسية

فضيلة - ب

إنّه الحنين إلى الماضي، ويمكن إدراجه كذلك في إطار الحفاظ على الموروث التقليدي العريق تشبثا بالأصالة، يترجمه الإقبال الكبير عبر الأسواق على الأواني الفخارية، بل صارت العديد من العائلات ترفض تقديم لأشهى الأطباق التقليدية مثل الشربة والكسكسي والرشتة والمثوّم وشطيطحة لحم إلا في هذه الأواني المصنوعة من الفخار الأحمر، وصارت تلقى رواجا كبيرا مما جعل نشاط الحرفيين ينتعش كثيرا خلال شهر رمضان.
 لم تعد هذه الأواني الفخارية تباع في القرى والمداشر البعيدة الواقعة في الجبال، وكذلك لم يعد محصور عرضها في المناطق السياحية أو على الطرقات السريعة الرابطة بين مدينة وأخرى، لأن الحرفيين صاروا يموّنون الأسواق بسلع متنوعة وذات أشكال جميلة، مثل الطواجن الصغيرة المزودة بغطاءات ذات شكل جميل، وكذا عدة أحجام من القدر والأقداح وإبريق الشاي وقولة ماء ذات حجم صغير وصحون الشربة، وأحيانا هذه المنتجات تكون مزخرفة مثل الجفون الصغيرة المستعملة في تقديم الكسكسي والشخشوخة، وكذا الصحون وصحون الشوربة.
وتسوق هذه الأواني بأسعار جد معقولة وتنافسية مقارنة بأسعار الأواني الحديثة من المصنوعة من الألمنيوم، وعودة المرأة الجزائرية إلى مثل هذه الأواني بات واضحا بحنين كبير لأنه صار يمنح مائدة إفطارها مسحة تقليدية جميلة تذكرها برمضان في الحقب السابقة.
كان يعرضها اسماعيل بن جدو، أحد الباعة داخل سوق براقي، وقال إنه يسوقها لشقيقه الحرفي، وتربع هذا التاجر على مساحة واسعة من السوق يضع كمية معتبرة فوق الطاولة ويعرض أخرى على الأرض، وجذبتنا تلك التخفيضات المعلنة على لسانه من دون أن يشهرها على سلعته مكتوبة، تقرّبنا منه لمعرفة مدى رواج سلعته، فلم يخف أنه منذ بداية شهر رمضان والتوافد مستمر، وقبل انقضاء شهر رمضان قرّر عرض تخفيضات بنسبة 40 بالمائة من أجل تسويق جميع المخزون من الأواني الفخارية، لأنه يرى أن شهر رمضان صار أفضل من فصل الصيف عندما كانت تسوق فيه هذه النوعية من الأواني بفضل انتعاش الموسم السياحي.
أما سيدة انجذبت إلى التخفيضات وطلبت طقما للشوربة، قالت أنها ستدخره للعام المقبل، مغتنمة فرصة الثمن المغري، في حين زبون ستيني يدعى عبد الكريم دحيمش أكّد لـ «الشعب»، أنه لا يتناول طعامه، إلا في أواني الفخار كما تربى على يد جدته، لأنها حسب تقديره صحية ولا يوجد أفضل منها.
وبالفعل وقفنا على تخفيضات مغرية في هذه الأواني لأنّ التجار يسابقون الزمن في شهر رمضان بتسويق أكبر كمية قبل أن ينتهي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024