لم يظهر رئيس البرلمان الصحراوي خاطري أدوه ، تخوفه من الحرب الاعلامية التي يخوضها المخزن ضد الشعب الصحراوي لإفشال نضاله من غطرسة الاحتلال ومساعيه الدبلوماسية ، باستعمال سلاح المعرفة والطفرات الرقمية “الوسائط الاجتماعية”، مستغلا فضاء الاعلام الرقمي ، حيث جند ارمادة من الشخصيات الوهمية الالكترونية ،عبر صفحات التواصل ألاجتماعي بأسماء مستعارة ، وهويات متعددة الجنسيات والأوطان .
تشن هذه الصفحات حربا شعواء ضد البوليساريو وشخصياته النضالية ، توهم الرأي العام والمبحرين في الوسائط الرقمية ، على ان القضية الصحراوية ليست في الواقع سوى ذريعة تتحجج بها بعض الاطراف ، وما يروج على انه احتلال ، هو في الحقيقة ممارسة تدخل في اطار تسليط سلطان القانون ، ضد كل من تسول له نفسه ، تهديد الاستقرار المغربي ،اضافة الى العديد من حملات التشويه التي مست الشخصيات الصحراوية ، على انها مأجورة من اطراف اجنبية ، وخير دليل على ذلك ، تلك الحملة التي شنها المخزن ، منذ القرار الاخير الذي اصدرته المحكمة الاوروبية بشأن منع الصيد في المياه الاقليمية الصحراوية ، وكيف تحركت هده الارمادة الالكترونية للتشويش على القرار السيد.
لم يجد المخزن امامه سوى الوسائط الالكترونية التي تبحر في فضاءات .. لا محدودة ، لا تحتاج الى جمركة كي تعبر ، ولا الى تأشيرة تسمح لها بالولوج الى ذات الاوطان المقصود تهويلها ، حيث تنفذ الى مؤسسات صناعة القرار من احزاب سياسية والمجتمع المدني ومراكز البحث ، لتوهم الجميع ، ان هذه القرارات غير عادلة ، عكس ما تنادي به جبهة البوليساريو على انها ، قضية تصفية استعمار.
إن تأخر الاخوة الصحراويين في استغلال هذه الوسائط يظهر جليا من خلال التجاوب المحتشم ، وهو الامر الذي لم يخفه متحدث الشعب ، لكنه في المقابل اشار الى بعض الفضاءات التي تعد على الاصابع يستغلها الشباب الصحراويين من مثقفين ونخبة ، سواء اولئك المتواجدون في الاراضي المحررة ، او بالعيون ، وحتى الذين هم في الضفة الاخرى من المتوسط وفي كبريات مدن العالم إلا وتجد هذه الصفحات والمواقع الالكترونية تبدأ في حملتها الدعائية لتضليل الرأي العام العالمي ، وتظهر هؤلاء على انهم اصحاب الحق ، وان كل ما يبث هو تزييف للحقائق.
الحرب الاعلامية اليوم اكبر من حرب السلاح، ذلك ان هذه الاخيرة مرتبطة بأسباب جيوسياسية ، اقتصادية واجتماعية وعواقبها وخيمة وقد تؤدي الى دخول المنطقة برمتها الى بؤرة توتر ،هي في غنى عنها .
أما معركة الاعلام الرقمي بإمكانها ان تكون الفيصل في احداث ثورة في النسق السياسي داخل المخزن ، واستغلال الظروف الاجتماعية الحالية وتحويلها الى وثبة تجلب من وراءها التأييد الاكثر من الاحزاب اليسارية وبعض حركات المجتمع المدني التي تتعاطف وتتضامن مع القضية الصحراوية في السر وليس العلن .