باجولي والبهتان

سعيد بن عياد
25 سبتمبر 2018

هل يبحث بيرنار باجولي عن موقع قدم في المشهد الإعلامي والدبلوماسي على حساب الجزائر بعد أن انطلق في حملة مسعورة ضد بلد يوفر لفرنسا فضاء اقتصاديا وثقافيا لم تكن تحلم به. الرجل الذي قاد جهاز المخابرات الفرنسية وتولى منصب سفير بلده في الجزائر، تنصل على ما يبدو من كل القيم التي ترسّخت في مجتمعه وتميز بها “الفرنسي الأصيل”، ظهر انه يحمل حقدا دفينا وكأن حياته تحولت إلى جحيم وه يتأكد أن البلد الذي تهجم على شعبه يواصل مسار البناء والتطور رغم الظروف الصعبة. طبعا كيف وهو يتابع في كل يوم أن الجزائر بقدر ما تمد يدها للشراكة والتعاون بقدر ما تأبى بأي شكل من الأشكال أن تهتز أمام أي امتحان أو ظرف مهما كان عصيبا وشديدا. شخص كهذا يحاول تسويق صورة فيها مغالطات واستنتاجات يعرف إلى أين ترمي فقد أدنى مصداقية لرجل دبلوماسي وامني بمستوى المهام التي تولاّها، كونه مارس لعبة دنيئة، وبالتالي لا يمكن وضع تصريحاته سوى في خانة القيام بمهمة قذرة ضد بلد يشهد له العالم انه الرقم الثابت والحاسم في بناء نظام علاقات دولية إقليمية ودولية تحمل الأمل للشعوب. كل ما أثاره سرد لمعلومات مفبركة بنبرة مغرضة وأحيانا غلف بعضها بانطباعات مفضوحة تخفي نوايا غادرة لا يعيرها الرأي العام الجزائري اهتماما ولا حتى الجانب الفرنسي المسؤول الذي يواجه الأزمة الاقتصادية التي تحوم بفرنسا ويبحث عن منفذ للاستثمار المنتج للثروة. ويمكن توجيه سؤال في ضوء كتابه المليء بالبهتان والأراجيف، لماذا لا تريد النظر للتحولات التي أنجزتها الجزائر منذ أن استرجعت السيادة الوطنية ولماذا تتجاهل مساهمة الجزائريين في تضحيات ومجهودات الحلفاء خلال تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، وحضور الإنسان الجزائري الملموس والريادي أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث اظهر انه مقدام وشجاع ولا اثر للكسل في حياته. ويكفي أن يعيد قراءة تاريخ فرنسا، وهو يعلم ذلك بالتأكيد، ليجد اثر الجزائريين في كل ما بني من عمران ومنشآت وبنية تحتية تقوم عليها فرنسا اليوم، بل أن عديد الجزائريين من رفعوا بلده الى مراتب عليا في محافل دولية رياضية وثقافية وإنسانية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024