شكلت تعليمات رئيس الجمهورية وتوجيهاته في اجتماع مجلس الوزراء أمس خارطة طريق للمرحلة القادمة التي تحضر الجزائر نفسها لمواجهة صعوباتها وتعقيداتها اعتمادا على الرشادة في تحديد الأولويات والمصاريف دون ترك الأمور تنفلت إلى درجة تضعها في متاعب تخلصت منها بحكمة وبعد نظر واستشراف.
قال الرئيس بصرامة وهو يستمع لعرض قانون المالية 2019، متوقفا عند ادق التفاصيل انه لا بد من مراعاة الحيطة والتاني في إعداد مشروع الميزانية يأخذ في الحسبان تداعيات انهيار البترول وما أحدثته من متاعب تفرض اخذ الدروس منها والانطلاق نحو الأمام باستقلالية قرار وسيادته دون اتكالية على الآخر واملاءاته.
ليست هذه المرة التي يشدد فيها رئيس الجمهورية على هذا المعطى مطالبا الحكومة بمزيد من الاجتهاد في سبيل ترجمة الإجراءات الاحترازية التي اتخذت في مرحلة سابقة غداة انخفاض سعر الذهب الاسود. وهي إجراءات اظهرت من خلالها البلاد رؤيتها السديدة في التعامل مع الطارئ وتوظيف ما توفر لديها من امكانيات في سبيل الإبقاء على الجهد الوطني من اجل النمو والتكفل بالتنمية البشرية المستديمة معيار التقدم ومقياس التطور على الإطلاق.وهي مسالة وجدت التنويه من قبل المنظمة الأممية ووكالاتها المختصة اخرها البرنامج الانمائي»بنود» الذي يعترف على الملأ بما حققته الجزائر من تطور في هذا المجال داعيا الآخرين اخذ التجربة الجزائرية مرجعية .
لكن الجزائر لم تتوقف عند هذا الحد وتكتفي بما حققته.بل اتخذت من هذا الانجاز مكسبا لتحقيق المزيد متجندة اكثر في سبيل المحافظة على مستوى التنمية البشرية ولم لا تحسينها اكثر مستقبلا خدمة لحاجيات سكان في تزايد باكثر من مليون نسمة سنويا.
والتحدي الذي ترفعه الجزائر يتحقق بإصلاحات مستمرة طالب رئيس الجمهورية بتعميقها وتوسيع مداها وأهدافها والانفتاح على مبادرات اكثر بنائية وواقعية ونجاعة تتضمن المبدا المقدس الذي وضع مرجعيته نوفمبر وتبقى البلاد وفية له بتعاقب الرؤساء والحكومات: العدالة الاجتماعية. وهي مسالة عاد اليها رئيس الجمهورية موجها تعليمات صارمة في هذا المجال مطالبا بالمزيد من الشفافية والإنصاف خدمة لمواطن شغوف ينتظر بأقصى درجة الصبر ان تتكفل الإدارة بهمومه ومشاكله وقضاياه بعيدا عن البيروقراطية التي هي بدورها مطالبة الان وليس غدا بالتفتح والتحرر من ممارسات تعيق مسار البناء الوطني وتذهب في الاتجاه المعاكس لجهود دولة تخوض معارك على كافة الأصعدة من اجل التطور والتفتح دون التنازل عن قيم أصالتها، هويتها وسيادتها مهما كلفها من ثمن.
