الصحافة.. من المتاعب إلى السكتة القلبية؟

أمين بلعمري
30 سبتمبر 2018

رحل عن عالمنا مؤخرا ـ رحمها الله ـ زميلان كلاهما جراء أزمة قلبية أخذتهما على حين غفلة، عبدو سغواني من الإذاعة الوطنية والزميل عبد الرحمان بطاش من يومية "لوسوار دالجيري" الذي وري الثرى أول أمس، وقبلهما كثيرون منهم الزميل في جريدة "الشعب" المرحوم عبد الجليل جلالي الذي قضى هو الآخر بمرض السكري.

لا يهم بأي مؤسسة إعلامية اشتغلوا و أفنوا حياتهم حتى لقوا ربهم بقدر كونهم من أسرة الإعلام التي يعاني أغلب أفرادها، إن لم نقل جميعهم من أمراض مزمنة وضغوط نفسية يومية جراء ضرورات التركيز في عمل متواصل ومضني تتطلبه مهنة حساسة بحجم الصحافة، وهو عمل في الغالب لا ينتهي بمجرد تشطيب الجريدة ومغادرة مقر العمل؟.

ما زاد الطين بلة هو غياب فضاءات وأندية خاصة توفر للزملاء مكانا للالتقاء والترفيه عن النفس، فإلى متى تظل المهمات، التغطيات الصحفية وجنائز الزملاء السبب الوحيد للالتقاء في ظل غياب فضاءات أخرى يلتئم فيها شمل الصحفيين؟.

هل أصبح قدر الصحفي أن يموت بمرض عضال أو موت الفجأة الذي لا يترك له حتى فرصة الوداع الأخير للأهل والأحباب؟ نعم إنه قضاء الله ولا اعتراض ـ استغفر الله ـ ولكن ألا يمكن تغيير واقع هذا الصحفي الذي يحترق من أجل الآخرين؟ على حساب صحته البدنية والنفسية بل حتى على حساب حياته العائلية؟ وإلى غاية كتابة هذه الأسطر هناك زملاء لنا في مؤسسات خاصة لم يتقاضوا رواتبهم لأشهر متتالية، وآخرون أحيلوا على البطالة الإجبارية بسبب صعوبات مالية تعانيها المؤسسات التي كانت تشغّلهم كما يعانيها قطاع الإعلام بشكل عام، والذي يدفع الثمن هو الصحفي؟.

على من الدور؟ من الصحفي القادم الذي سيملأ خبر وفاته الصفحات الأولى للجرائد وشاشات التلفزيون التي ستنقل جنازته على المباشر؟.

 بعد أيام ستحيي الجزائر اليوم الوطني للصحافة الذي أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا وتكريما منه للصحافة الوطنية، وأتمنى أن يشكل ذلك اليوم محطة يتخذ فيها رئيس الجمهورية المزيد من القرارات التي تصب في تطوير وتقديم المزيد من الدعم للصحافة الوطنية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024