إلى أين المسير...؟

بقلم: حبيبة غريب
30 سبتمبر 2018

 عرفناها سينما وطنية شامخة الأفكار والطموحات، تصنع أفلامها بنبض رجال يسكنهم حب الوطنية قبل هوس الفن والإبداع، ويلبسهم روح التحدي وكسب الرهان، تجسّد في إنتاج أعمال رسّختها الذاكرة وشهد لها تاريخ الفن السابع وطنيا إقليميا، قاريا ودوليا بالاحترافية والذوق واللمسة الفنية. كانت فترة انتعشت فيها صناعة السينما ومهنتها،
وانتعشت الحركة والحياة في دور السينما وتفشّت ثقافة الشاشة الكبيرة في المجتمع الجزائري إلى الحد الذي كان يلجأ في بعض من الأحيان إلى رجال الأمن لتسيير الدخول إلى قاعات العرض، واحتواء الجموع الكثيرة المتوافدة لمشاهدة هذا أو ذاك من الأفلام الكبيرة.
ثم دارت رحى الزمن، وتلاشى بريق النجومية وغاب أو غيّب الإبداع في الكتابة، فانطفأت أضواء قاعات العرض وأوصدت أبوابها، وتوارى الممثل والمنتج والمخرج عن الأنظار كما ضاعت العديد من مهن السينما في ظل غياب إستراتيجية حكومية كان من شأنها أن تتدارك المصير المظلم الذي يعيشه مجال الفن السابع منذ عشريات طويلة، حيث أصبحت الأعمال الجزائرية تعاني الندرة والركاكة، والنقد اللاذع من العام والخاص، كما أضحت العديد من الأفلام المنتجة في الآونة الأخيرة موضوع جدال قائم وحرب إعلامية، وأخرى إلكترونية بين المنتج والممثلين أو بين أصحابها والسلطات الوصية.
استشارة ذوي الاختصاص أو المتتبّعين لشؤون الفن السابع في الجزائر، تفصح عن أسباب عديدة تتأرجح بين غياب السيناريو الجيد، البيروقراطية، المحسوبية والتمييز في الدفع بالتمويلات والمساعدات لإنتاج هذا أو ذاك من الأفلام، إلى جانب عدم  تشجيع المبدعين والكتاب والممثلين والمنتجين والمخرجين، والتكوين في مهن السينما. فإلى أين المسير بعالم الشاشة الكبيرة؟ وما هو المصير الذي ينتظرها اليوم بعد أن عرفت في ما مضى عصرها الذهبي؟ وهل يكمن الحل في تشجيع الخواص وتدعيم الإنتاج العمومي، إذا ما أردنا أن نصنع سينما جزائرية تتماشى وعصر الرقمنة والمؤثرات الخاصة، وتكون محترمة في المحافل الدولية؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024