التّنسيق والتّفعيل

بومرداس: ز ــ كمال
01 أكتوير 2018

تشكّل ظاهرة الفيضانات التي شهدتها عدد من ولايات الوطن مؤخّرا هاجسا للسّلطات العمومية التي تحرّكت لتفعيل مخطّطات الوقاية، ومنع كوارث حقيقية قد تخلّف خسائر بشرية ومادية كبيرة في البنى التحتية والممتلكات على غرار ما شهدته ولاية تبسة وعدد من ولايات الجنوب، من خلال دعوة السّلطات الولائية والمحلية في البلديات وكل الهيئات المعنية إلى التجند لمجابهة مثل هذه المخاطر الطّبيعية.

أظهرت كمية الأمطار الأخيرة المتساقطة على ولاية بومرداس هشاشة مخطّط الوقاية من الفيضانات، وغياب التنسيق بين الهيئات والمديريات المعنية بتفعيل أشغال الصّيانة لمختلف القنوات الخاصة بتصريف مياه الأمطار والمياه المستعملة والبالوعات، ورفع المخلّفات والنّفايات المنزلية والصلبة على ضفاف الأودية، التي كثيرا ما تسبّبت في تحويل مجاري المياه إلى الطرق والفضاءات العامة، معرقلة بذلك حركة المرور وتحركات المواطنين.
فرغم عديد التجارب المؤلمة التي عرفتها ولاية بومرداس جراء الفيضانات، أبرزها فيضانات دلس سنة 2007 التي خلّفت خسائر كبيرة وأرواح بشرية أيضا، وعدة حالات أخرى كانت مدن بومرداس عرضة لها كبلدية سيدي داود التي غمرتها مياه واد البسباس، تجمع المياه في الساحات العامة والأحياء السكنية في أغلب المدن كبرج منايل، يسر، عاصمة الولاية وغيرها بسبب انسداد البالوعات وانعدام الصيانة للمجاري المخصصة لتصريف مياه الأمطار، إلاّ أن الاحتياطات والاستعدادات المطلوبة في مثل هذه الحالات لا تعبّر فعلا عن حجم المخاطر المحدقة بالسكان والبنى التحتية، خاصة الطرق التي تتعرض سنويا لخسائر كبيرة نتيجة انجرافات التربة وجريان المياه طيلة فصل الشتاء، ما عدا بعض التحركات المحتشمة لأعوان الصيانة بالبلديات والفرق التابعة لمديرية الأشغال العمومية والديوان الوطني للتطهير، وكذا مديرية الري المعني المباشر بملف تنظيم ومتابعة برنامج الصيانة وتهيئة الوديان الكبرى المهددة لبعض المدن مثل بودواو وبرج منايل، وأخرى قامت بها مؤسسة «مدينات» بتنظيم حملات لتنظيف الأحياء والمدن، ورفع القمامة للتقليل من حدة الخطر وطمأنة المواطنين الذين سكنتهم الهواجس، في حين يبقى دور المواطن والجمعيات الشكلية الناشطة في هذا الحقل مغيب تماما على الرغم من أهمية المشاركة عن طريق التوعية والتحسيس بضرورة مشاركة الجميع في حماية البيئة والمحيط، وإبعاد كل ما قد يهدّد حياتهم جرّاء الفيضانات.
ميدانيا لا تزال الكثير من المشاريع التي أطلقتها وزارة الري والموارد المائية لفائدة ولاية بومرداس لإنجاز عمليات لحماية بعض المدن المهددة عن طريق تهيئة الوديان والأحواض الهيدروغرافية وقنوات الصرف بمجموع 20 نقطة سوداء، وأكثر من 170 نقطة لتجمع المياه وانزلاقات التربة تراوح مكانها، أغلبها مشاريع انطلقت سنة 2014 بأغلفة مالية قاربت 4 مليار دينار، من أهمها مشروع تهيئة واد البسباس ببلدية سيدي داود الذي خصص له حوالي 20 مليار سنتيم، 600 مليون دينار لحماية مدينة برج منايل من فيضانات الأودية على عدد من الأحياء المتواجدة في أراضي منبسطة تعرف تجمعا كبيرا لمياه الأمطار، 1.9 مليار سنتيم لتهيئة مكامن الخطر ببلديت بودواو، بودواو البحري وخروبة، 525 مليون دينار لتهيئة عدد من الاودية ببلدية دلس وغيرها من المشاريع الأخرى التي مست تقريبا كل البلديات المهددة بمخاطر الفيضانات والانزلاقات بحاجة اليوم الى تفعيل وتجسيد سريع.
والعمل أيضا على تطبيق توصيات الجلسات الولائية التي خصصت لهذا الملف بحضور ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية المكلف بالكوارث والمخاطر الكبرى في أكثر من مناسبة، وأيضا تطبيقا لنص القانون رقم 20 / 04 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004 المتعلق بالأخطار الكبرى، وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024