بوحجة .. الماكرونية و”بوكر” الحركى

بقلم : نور الدين لعراجـــي
12 أكتوير 2018

لايزال الغموض يحوم  قبة البرلمان  ويصنع رئيسها المجاهد سعيد بوحجة الحدث على اكثر من اسبوعين ونيف، فيما تتواصل الاصوات من داخل بيت تشريع القوانين برحيله، يصر هو الاخر على البقاء، ما اعاق السير الحسن للمجلس واجتماعات لجانه، تضاربت التصريحات وتعالى صيتها، ولم يكن للاطمئنان على هذه الحلقة اي سبيل، ولا افقا قريب، يخرجنا من هذه  الدوامة  التي تهدد  ثاني مؤسسة سيادية في البلد.
عمي السعيد لا يزال مصرا على البقاء في منصبه، لا ينسحب من مشهد انتخب فيه بالإجماع  ولا يقدم على استقالة قال بشأنها انها، بغير وجه ذي حق و غير قانونية والمنادون بها لا يملكون صفة المخول دستوريا، بل ان ورقة الامضاءات التي لم تخرج للعلن  بقيت  حبيسة الادراج لم يكشف عنها، فيما يقول  عمي السعيد  ان المخول في ذلك يبقى رئيس الجمهورية فقط وليس غيره، فهل تختفي هذه الحجب، قبل نزول قانون المالية ؟ام ان غدا سيحج اليه الجميع ويسعد فيه صاحب الحجة؟
إسطوانة لا تزال تصنع مشهد الاحداث في العلاقات الثنائية الجزائرية - الفرنسية، يتعالى صوتها كلما تعلق الامر بحدث ما، أو تزامن مع مناسبة تستغلها باريس للهروب  من صدى الذاكرة  الذي يلاحقها تاريخيا ولا ينتهي  امره بالتقادم.
ترسم الظاهرة الماكرونية  تباينا في العلاقات الدبلوماسية، لم تسبقه مثيلاتها مع الرؤساء السابقين ، وان كانت الغاية  مشتركة بالنسبة للطرف الفرنسي ازاء الذاكرة التاريخية وملف الحركى، إلا ان ماكرون يجيد اللعب على وتر الامس القريب، فكيف يعقل التمييز بين جريمتين ضد الانسانية استهدفت ابرياء جزائريين  دافعوا عن وطنهم وعرضهم، وفرنسيين وقفوا ضد سياسات بلدانهم الشمولية ، مادام الاعتراف سيدا، كان يجب ان يشمل الطرفين، فتحديد المسؤولية يتبعها الاعتراف بالجرم ولا تمييز امام القضاء، هكذا يتساوى الانسان بن مهيدي واودان امام سلطان الاعتراف بالجرم، فكلاهما قاوما الضيم والظلم الاستعماري.
تكريم العملاء القدامى أو ورقة «البوكر» لازال يتقدم الاجندات الباريسية، ولا يخلو حديث هناك الا بتدخل سيد الاليزيه الاول للدفاع عنهم والتوسط  لهم بطريقته قصد السماح لهم بالعودة وزيارة البلد الذي باعوه بثمن بخس، واختاروا وطنا استعماريا استبداديا غيره،  والامر يعتبر خط احمر بالنسبة للجزائريين لا مداهنة ولا مهادنة فيه.
كتابة صفحات جديدة في دفتر العلاقات بين البلدين ، تزامنت مع خرجة باجولي الاخيرة والتي اعتبرها الطرف الفرنسي زلة لسان ، ويقول بشأنها  اصحاب الاختصاص انها الزوبعة التي خرجت من حجم الفنجان، لتنتقل عدوى التصريحات الى التدخل في عقيدة جيشنا الوطني الشعبي القائمة على واجب عدم التدخل في شؤون الغير مهما كانت الاسباب.
المحافظة على مؤسسات الدولة  يبقى قائما، لان هيبتها من هيبة الوطن والمساس بها مساس يالسيادة، والتقليل من دورها المحوري كالذي يشعل النار ويقول لها لا تشتعلي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024