عيون الجزائر العميقة

جمال أوكيلي
22 أكتوير 2018

في اليوم الوطني للصّحافة يجدر بنا أن نلتفت بكل صدق وثقة إلى عيون الجرائد السّاهرة في الجزائر العميقة، ألا وهم «المراسلون» الذين يقفون في كل لحظة على الأحداث التي تضعها السّلطات المحلية أو الفاعلون في المجتمع المدني، أو الشّركاء في شتى القطاعات الحيوية، ينقلون انشغالات النّاس بكل ما يحمله ذلك المصطلح من ثقل، وكم هي كثيرة لا تعد ولا تحصى في خضم التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
نود في ملفّنا هذا العودة إلى العمل اليومي لهذا المراسل، والتّساؤل عن مصادر أخباره هل هناك تسهيلات حتى يصل إلى المعلومة دون متاعب تذكر أم يجد نفسه في كل مرة عرضة لسلوكات غريبة تحد من إرادته في نقل الأخبار التي يبحث عنها المواطن  نظرا لذهنيات ما تزال حاملة لخلفيات مضرّة برسالة الإعلام، ممّا يحرم القارئ أو الرّأي العام من معرفة تفاصيل إضافية عمّا يجري هنا وهناك.
هذا المراسل المحلي أصبح ينافس الزّمن ويتصارع مع الوقت حتى يكون عند حسن مسؤولي، وهذا عندما يكتب «مراسلته» في الوقت المناسب ولا يترك «الحدث السّاخن» يبرد أو يفقد قيمته الإعلامية، وهذا ما يحرص عليه الجميع في مطالبته بأن يكون حاضرا ومتواجدا في عين المكان حتى لا يفقد «سبقه» أو يضيع ذروة الخبر.
ليس الأمر سهلا خاصة في يومية تطالبه في كل دقيقة بأن يكون مهنيا، ويقصد بذلك إرسال مادة محترمة قابلة للقراءة والنّشر، وهذه من الضّغوط التي تلاحقه يوميا حتى يكون في الموعد المحدّد ويلتزم بما كلّف به من المشاركة في صفحات معيّنة، وأكبر إشكال يعترض هذا «الرّجل» هو مصدر الأخبار هناك العديد من المؤسّسات ترفض التّعامل مع المراسلين يضعهم أمام إحراج غير مسبوق يعود بالسّلب عليهم، وهذا ما يدفع  المراسل أحيانا إلى الاجتهاد من تلقاء نفسه حتى يؤدّي عمله بكل أمانة، غير أنّ الجهة التي تقمعه في كل مرة تسارع في حالات خاصة إلى المطالبة بتوضيحات وردود، وهي التي كانت تطرده في كل مرة، هذه المفارقات يقف عليها كل من يتابع هذا الملف.
لا ندري إن كانت أفعالا معزولة أم مقصودة نقول هذا من باب أن التّشريعات المسيرة لهذا النّشاط واضحة في الممارسة الإعلامية، تبقى المبادرة لما يعرف بالاتصال المؤسساتي أي خلايا ومصالح الإعلام مكلّفة بمثل هذه المهام في تعاملها مع الآخر، وفق الاستراتيجية المتبنّاة بالرغم من كل هذا فإنّ الأمزجة تطغى على مثل هذه المطالب المهنية وتحد من تقدمها نحو مبتغاها.
لذلك فإنّ المراسل المحلي ليس عدوّا لأحد، كل ما في الأمر أنه يؤدي عمله وفق الخط الافتتاحي للوسيلة الإعلامية التي يشتغل فيها، وكذلك ما يطلب منه، وتسجّل في كثير من الأوقات حالات من التشنج بينه وبين الولاية ومؤسّسات أخرى وصل الأمر أحيانا إلى نقطة لا تخدم أي أحد ردّا على ما قام به في إطار مهنته، وما تزال هذه الوضعية الحرجة على بعض المراسلين قائمة للأسف.
ويمكن تسوية هذا اللاّتفاهم بين الإدارة والمراسل لأنّه لا يتطلّب كل هذه العداوة تجاه ذلك الشّخص خاصة في هذا اليوم الوطني للصّحافة، الذي يعد فرصة للتصالح بين كل الفاعلين في هذا الحقل المشترك لأنّ إظهار نقائص ولاية معيّنة لا يُقرأ على أنه مساس بفلان أو علاّن، وإنما الهدف هو دعوة هؤلاء إلى تصحيح وتعديل أحوال النّاس لا أقل ولا أكثر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024