الجزائر، الأمم المتحدة.. من يريد التشويش؟

أمين بلعمري
24 أكتوير 2018

يحيي العالم في 24 أكتوبر من كل سنة بيوم الأمم المتحدة و الجزائر كغيرها من دول العالم تحتفي هي الأخرى بهذا اليوم الذي يؤرخ لـ 56 سنة على التعاون بينها و بين هيئة الأمم المتحدة فقد كان للجزائر وعلى مدار أكثر من نصف قرن صفحات مشرقة و محطات فارقة في التعاون من أجل الحفاظ على السلم والأمن و الدوليين ، كما كانت الجزائر دائما إلى جانب قرارات الشرعية الدولية واحترام مواثيق الأمم المتحدة و لم تألو جهدا في نشر مبادئ هذه الهيئة من خلال التنسيق و التعاون مع المنظمة ومع مختلف هيئاتها ووكالاتها سواء تلك الممثلة في الجزائر أو غيرها.

إن هذا التعاون لم يأت من عدم ولكن بالنظر لما للجزائر من قيم ومبادئ تتقاسمها  مع الأمم المتحدة إلى درجة التماهي أحيانا، خاصة ما تعلق منها بتفضيل الحلول السلمية للنزاعات الدولية وانتهاج لغة الحوار والتشاور و كذا نصرة القضايا العادلة والدفاع عن حقوق الإنسان..الخ.

لقد كللت الكثير من محطات هذا التعاون بين الطرفين بنجاح باهر وفي شتى المجالات والأزمات والمحن التي عرفها المجتمع الدولي و يكفي أن نذكر هنا بواحدة من تلك المحطات المشرفة ويتعلق الأمر بـ"اتفاق الجزائر" في مالي والذي قادت فيه الجزائر الوساطة الأممية لإنهاء الأزمة متعددة الأبعاد و استعادة منطق الدولة في هذا البلد الذي كان يعيش "المأزق" بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ان هذه العقود الخمسة من هذا التعاون الذي كتبت أسطره بحروف من ذهب ، جعل الأمم المتحدة تعترف بمجهودات الجزائر في تنفيذ الكثير من برامجها و كذا في  الحفاظ على السلم الدولي و ترقية آليات الحوار والتعايش بين الأمم والشعوب ويكفي أن هذه الأخيرة أقرت في إحدى جمعياتها العامة يوما للعيش معا بسلام بمبادرة من الجزائر وهو الاقتراح الذي تم التصويت عليه بالإجماع مما يعكس مكانة وسمعة الجزائر ومصداقية مواقفها عندما يتعلق الأمر بنشر تعاليم السلام والتعايش وهي التي خرجت من محنتها بوصفة للسلام و المصالحة المتمثلة في ميثاق السلم و المصالحة الوطنية .

إن هذا التعاون و التنسيق لم يخل من محاولات و مناورات متكررة سعت الى التشويش عليه وضربه وكانت بعض تلك المحاولات – للأسف- تأتي أحيانا من بعض هيئات ووكالات الأمم المتحدة نفسها حين وجدت نفسها تنساق خلف مغالطات و تستنسخ تقارير لمنظمات غير حكومية تم توظيفها لضرب سمعة الجزائر و تشويهها و لعل التقرير الأخير للسيد فيليبي غونزاليس موراليس، المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان المتعلقة بالمهاجرين يعكس تلك النوايا السيئة  ليؤكد  التقرير الأخير لقسم الإعلام بالأمم المتحدة خلال تغطية أشغال لجنة تصفية الاستعمار والذي حمّل هو الآخر بالمغالطات والتضليل الإعلامي المقصود و المتكرر ؟ .!

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024