الاعتماد على مراكز تكوين اللاعبين بالنسبة للمشرفين على الكرة الجزائرية أمر جميل وواعد بالنسبة للرياضة الشعبية رقم واحد عندنا حيث أن الوسائل الضرورية للعمل ستكون متوفرة و مناسبة للاعبين و التقنيين على حد سواء للوصول الى الأهداف المسطرة .
لكن شيء أساسي و حساس لابد أن يتوفر لمرافقة هذه المشاريع الكبرى للاتحادية و الأندية و المتعلق بـ «اصطياد المواهب « التي يمكن مرافقتها و تطوير قدراتها باستمرار حيث أن مهمة اكتشاف المواهب جد دقيقة و معقدة في نفس الوقت ، و تتطلب « كفاءة عالية « من طرف الأشخاص الذين لديهم القدرة و « الحنكة « لـ « التنقيب « على « الجواهر الكروية « .
و بالتالي، فإنه من الضروري الاعتماد على اللاعبين القدامى الذين يعرفون الإمكانيات « الأولى « التي تتوفر عند الأطفال الذين يصبحون « نجوما « في حالة الاعتناء بهم حيث أن معظم اللاعبين الكبار الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية تم اكتشافهم في مقابلات الأحياء . فقد كان عمل بعض المسيرين و المدربين يعتمد على القيام بهذه المهمة « النبيلة « التي تعطي الاستمرارية الفنية للفريق ، كونهم يعرفون بشكل دقيق الإمكانيات التي لابد أن تتوفر في اللاعب الذي سيلتحق بالفريق الأول في المستقبل .. و قلّما « أخطأت « تلك « العيون المحترفة « في العثور على اللاعبين المميّزين .
وتقريبا كل الأندية لديها الشخص الذي يقوم بهذه المهمة على أحسن مستوى، على غرار « لاياص « بسطيف و الذي اكتشف أغلب اللاعبين الدوليين الذين تخرجوا من مدرسة الوفاق .
للأسف الشديد اختفت هذه الميزة من قاموس معظم الأندية و حتى اجراء الاختبارات الفنية للاعبين في سن مبكرة لم تعد موجودة ، مما أفقد الكرة الجزائرية من هذه النقطة المهمة المتعلقة باكتشاف المواهب .
لذلك ، حبذا لو تكون إستراتيجية إنشاء مراكز التكوين مرافقة بالاعتماد على مكتشفي المواهب في الأحياء و المدارس ، و بالتالي تموين هذه المراكز مبكرا بالمواهب .. لأن كرة القدم في المقام الأول تعتمد على الموهبة الفردية التي يمكن صقلها و إعطائها « أسس» اللعب الجماعي من أجل الوصول الى نتائج كبيرة .